النبوة وصدق من ظهرت هي بسببه ولأجل دعواه، و: الحكم الشرعي، لما تضمنه من
الدلالة على حال من يتعاطى متعلقه في الآخرة من السعادة والشقاوة، والمراد بالآيات
ها هنا: إما المعجزات التسع المذكورة في قوله تعالى: ﴿ولقد ءاتينا موسى تسع آيات بينات﴾
الآية [الإسراء: ١٠١]، ويشهد له روى الترمذي ﵀: أنهما سألاه عن هذه الآية
، وعلى هذا فقوله:" لا تشركوا " كلام مستأنف ذكره عقيب الجواب، ولم يذكر الراوي
جوابه استغناء بما في القرآن أو غيره. وإما الأحكام العامة الشاملة للملل كلها، وبيانها
ما بعدها.
فإن قلت: كيف يكون هذا جوابا وهو عشر خصال، والمسؤول عنه تسع آيات؟!
قلت: الزيادة على السؤال جائز واقع في قوله ﵇، وقد سئل عن ماء البحر [فقال]
" طهور ماؤه، وحل ميتته ".
هذا وقوله:" علكم خاصة " حكم مستأنف مختص بدينهما، غير شامل لسائر الأديان، لا تعلق
له بسؤالهم، ولهذا غير سياق الكلام، والله أعلم.
وقد أجيب: بأنه ليس في بعض الروايات:" ولا تقذفوا محصنة "، وفي بعضها:" أو: لا تولوا
الفرار" على الشك، وهو لا ينتهض جوابا بالنظر إلى ما في الكتاب.