ودخلت سنة خمس وستين وستمائة:
فيها أقيمت الخطبة بالجامع الأزهر. وقد كانت انقطعت منه من مدة تقارب مثة سنة، واستمرت إلى هلم جرا . وفيها وصل الملك المنصور صاحب حماه إلى الديار المصرية أول قدومه إليها فى الدولة الظاهرية. فأجزل له السلطان الكرامة وأمر بمضاعفة الإنزال والإقامة . وقصد التفرج فى الاسكندرية، فوجهه إلييها .ولما عاد الملك المنصور صاحب حاه من الاسكندرية استصحبه السلطان الملك الظاهر إلى العباسة متصيدا، فتصيدوا فى تلك الناحية، ال وتفرجوا أياما. وعاد السلطان الملك الظاهر إلى القاهرة المحروسة، فكث بها قليلا فى ركوب المواكب بأرباب دولته وأهل مملكته ، والقعود فى دار العدن الشريف لقضاء أشغال المسلمين . وكتب إلى نوابه وكفاته بالوصية والاحتراز على اليلاد والعباد ثم أمر العساكر بالمقام للاستراحة . وتوجه بالأمراء وخواص دولته ومدبرى مملكته إلى صفد، فأمر بعمارتها وتشييد بنايها ال واصلاح ما استهدم من أسوارها وأبراجها، وأقام عليها من بجتهد فى تجهيز مصالحها. وبعد ذلك، سار إلى دمشق المحروسة، وأقام ها خمسة أيام، وعاد إلى جية صفد ، فحضر إلى أبوابه رسل الفرنج وسألوا الصلح، فأجاب وكتب لهم بالهدنةإلى مدة عشر سنين كتابا متوجا بالعلامة الشريفة وعاد إلى الديار المصرية (فى أتم السلامة.
पृष्ठ 60