ودخلت سنة ثلاث وستين وستمائة :
فيها سار السلطان إلى الساحل، ونزل غلى قيسارية الشام يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى، ونازلها من معه من العساكر المتكائرة والحشود المتواترة، ونصبت عليها المحانيق الكثيرة، والزحافات والجفاتى والعدادات، وأحاطت سها الخيول، وانهالت علها كالسيول، وحصيت بصواعق الحجار، وحوصرت أشد الحصار، فاستظهر ( علهاأتم استظهار، وضعفت قلوب أهلها، ودل ذلك على إذعانها ونها واستمد المسلمون المعونة من الله تعالى، قأمدهم بها، وعهدت العساكر إلى سكلث الخيل فضربوها أوتادا فى السور، وتحلقوا فيها كالنسور، وطلعوا إليها ونصبوا السناجق عليها، فتحركت ألسها معلمة بالنصر العزيز، مؤذنة بالفتح الوجيز وللوقت أحرقت أبوابها وهتك حجابها وأبيح جنابها، فهرب أهلها إلى قلعتها مستعصمين ولا عاصم، مستر جمين وليس لهم راحم . والعساكر كلما مر عليها يوم كانت عزاثمها فى المحاصرة أقوى من آمسه، والإقبال كلما فن شارق بزغت للمسلمين أشعة شمسه . فلما كانت ليلة الخميس الخامسن عشر اا من الشهر، هرب الفرنج الذين فيها بليل، وساروا عها بعد إحراق حواصلها بويل، ونركوا القلعة بما فيها، فهض الحيش المنصور إليها وارتق إلى أعاليها وأمرهم السلطان بأن يهدموا مبانيها، ويعفوا معانيها، فهدمت لحيها، وأزيلت هونأ من صونها . ثم رحل السلطان عنها وكان يؤثر محاولة عثليث لينظر هل
पृष्ठ 53