وانشقاق القمر، ونبع الماء ما بين أصابعه مما تواتر واشتهر-والبركة في الشراب والطعام- وتكليم الذراع المسموم له من بعض اللئام وإحياء الموتى وإسماع الصم، والاطلاع على الغيب فيما يخص ويعمم. وإعلامه بمصارع صناديد قريش ببدر، الذي كان فيه الهناء للمسلمين وطيب العيش، ورده عين قتادة وقد سقطت، ورؤيته المشارق والمغارب لما زويت الأرض التي هبطت، وإخباره بأن ملك أمته سيبلغ ما زوى منها فكان كما أخبر به عنها، الرحمة الشاملة، والنعمة الكاملة، خاتم الأنبياء والمرسلين، والسابق في الخلق الأصفياء أجمعين، المصطفى بالمحبة والخلة، والقرب والدنو، الذي رقاه به المولى وفضله، والمعراج وصلاته بالأنبياء التام به لهم الابتهاج، والبشارة والنذارة والهداية ومزيد الوقاية، ومغفرة ما تقدم له وما تأخر، والقسم باسمه الأزهر، وإجابة دعوته ولواء الحمد، وصلاة الله وملائكته المرتقى بهما لنهاية السعد، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين صلاة وسلاما إلى يوم الدين، مناقبه ومحاسنه ملأت الوجود شهرة فلو اجتمع الخلق على إحصائها كان وصفهم من بحرها قطره.
«مناقبه ومحاسنه»
فهو: محمد-وأحمد-بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهد بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، هذا هو النسب المتفق عليه. ومن هنا اختلف النسابون بما لا نضيفه إليه: أبو القاسم-وأبو إبراهيم-وأبو الأرامل-ابن الذبيح-ابن شيبة الحمد-القرشي الهاشمي المطلبي المكي ثم المدني.
حملت به أمه أجمل نساء زمانها وأكمل، ومن أبوها من أشرف قريش فيما عليه اشتمل:
آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، المجتمع فيه نسب أبويه، والمرتفع كل منهم بالاضافة إليه، بشعب أبي طالب من مكة، وبقي في بطنها تسعة أشهر.
مات أبوه في أثنائها بالمدينة، عند أخوال أبيه بني عدي بن النجار عن خمس وعشرين، أو ثلاثين سنة، وضعته وهو البكر لكل منهما، في يوم الاثنين عند فجره، لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول عام الفيل، بشرقي جوف مكة، في شعب بني هاشم بالدار التي كانت تسكن فيها مع أبيه، وهي بسوق الليل معروفة، مختونا مسرورا مختوما بخاتم النبوة محبورا.
وقيل لها، وهي بين النائمة واليقظانة، إنك حملت بسيّد هذه الأمة، بل رأت حين وضعته كأنه سقط منها نور، أضاءت له قصور الشام الشهير لمن أمه، وقالت: «والله ما رأيت من
1 / 7