فمن أشهرهم صاحبنا وعزيزنا وسمينا المبارك السيد عبد الرحمان بن محمد الداغستاني. قدم المدينة المنورة في سنة ١١٥٥. وهو رجل لا بأس به، كامل، عاقل، ملازمًا للمسجد النبوي في غالب الأوقات، ومواظب على الخمس الصلوات. وسافر إلى الروم عدة مرات. ورجع إلى المدينة ببلوغ المرادات. وسكن في دارنا ذات النخل والبستان، والبركة والديوان الكائنة بخط زقاق الزرندي. ويجتمع فيها الأصحاب والإخوان على مذاكرة ومحاورة. وهو أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتزوج عدة زوجات، ورزقه الله أولادًا وبنات. وفي سنة ١١٨٨ صار إمامًا في القلعة السلطانية.
ومنهم أصحابنا الثلاثة الإخوان: عبد أفندي، وعبد الرحيم أفندي، وعبد السلام أفندي الداغستاني، قدموا المدينة المنورة في حدود سنة ١١٦٠.
فأما عبد الله فكان رجلًا كاملًا، عاقلًا يتعاطى تجليد الكتب، ويكتب المكاتيب التركية. وصار إمامًا في القلعة " السلطانية ". وتزوج بنت السيد محمد بيرقدار القلعة وولدت له: صادقًا، وأمينًا، وصالحًا. وتوفي سنة ١١٧٨.
وأما عبد الرحيم فكان رجلًا صالحًا، وسافر إلى الروم فاستأسره النصارى في البحر. وتوفي سنة ١١٨٩.
وأما عبد السلام فهو رجل فاضل، كامل، اشتغل بطلب العلم الشريف، وصار يدرس بالمسجد المنيف. وسافر مرارًا إلى الديار الرومية في طلب الدنيا الدنية فحصل منهم شيئًا كثيرًا. ولكن لم يشبع.