20

Trends of Tafsir in the 14th Century

اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر

प्रकाशक

طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٠٧هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٨٦م

शैलियों

والقوم كانوا خالصي العروبة والقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، فلا عجب أن يدركوا جل ذلك بهذه الخاصة إدراكا لا تعكره عجمة ولا يشوهه قبح ابتداع ولا يكدر صفوه عقيدة زائفة. وكان ﵊ يشرح لهم ما صعب عليهم فهمه بعد ذلك مما لا يعود فهمه إلى اللغة، ويجلي لهم ما عجزوا عن إدراكه امتثالا لأمر ربه: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ١. وكان هذا الفهم المرتكز أساسا على مدلول اللغة وبيان الرسول ﷺ هو النواة الأولى للتفسير، وبهذا المنهج الصافي النقي كانت طريقة الصحابة ﵃ في فهم القرآن، وإن شئت أن ترى أثره فيهم فانظر إلى أثرهم في مجتمعهم بل وخارج مجتمعهم. كانوا في مجتمعهم مثالا شامخا للمجتمع الإسلامي الذي بعث من أجله محمد ﷺ حين جعلهم خير القرون، وجعلهم القدوة لمن سيأتي بعدهم من المسلمين. وكانوا خارج مجتمعهم جنودا للدعوة إلى الإسلام بالكلمة الصالحة وبالنفس والنفيس حتى ارتفعت راية الإسلام في شرق الأرض وغربها في بضع سنين، وحتى دانت لهم أرجاء المعمورة. كيف لا والقرآن الكريم احتوى جميع ما تحتاج إليه البشرية في أمور دينها ودنياها، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، في عقائدها وفي أخلاقها، في عباداتها وفي معاملاتها، في اقتصادها وفي سياستها الداخلية والخارجية، في سلمها وفي حربها. كيف لا وتفسير القرآن الكريم هو الجسر الموصل لهذه المبادئ والمفتاح لهذه الكنوز. لذلك فلا عجب أن يحرص المسلمون في ذلك الوقت على تلقي علوم

١ سورة النحل: من الآية ٤٤.

1 / 26