Tonic of Sorrows and Comfort of Bodies: Patience
ترياق الأحزان وراحة الأبدان الصبر
प्रकाशक
دار ابن خزيمة
शैलियों
تالله كم في سير الصابرين من الشُّجون والآلام .. ولكن عندما تلامسها أصابع الجزاء .. تصبح أحلى من العسل. وأصفى من الدموع! !
ويطل علينا أخي موقف آخر من مواقف الصابرين .. فهذا بلال بن رباح ﵁ يعذبه أهل الكفر بأنواع العذاب وهو ﵁ لا يزيد على قوله: أحد .. أحد .. ويسلمونه إلى ولدانهم فيطوفون به شعاب مكة، ويوالون عليه العذاب، وهو لا يزيد على: أحد .. أحد! !
ثم أخي فلتشهد معي هذا الموقف .. حيث جلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ وفي المجلس بلال وخباب بن الأرت ﵄، فيسأل عمر بلالًا عما لقى من المشركين، قال خباب: «يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري».
فقال عمر: «ما رأيت كاليوم!».
قال خباب: «أوقدوا لي نارًا فما أطفأها إلا وَدك ظهري».
وما أصدق علي ﵁ يوم أن وقف على قبر خباب ﵁ فقال: «رحم الله خبابًا لقد أسلم راغبًا، وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتُلى في جسمه أحوالًا، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملًا».
ويطالعنا أخي من صبر السابقين صبر عروة بن الزبير ﵄ فقد ابتلى ﵀ في نفسه وولده فصبر ورضي، مات ابنه محمد، وأصابت رجله الأكلة، فقطعوها له، فما زاد أن قال ﵀: «إن سلبتَ فلطالما أعطيتَ، وإن أخذتَ فلطالما أبقيتَ، وأبقيتَ لنا فيك الأمل، يا بر يا وصول».
واعجب من الأحنف بن قيس: ﵀ ذهبت عينه فقال: «ذهبت منذ أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد!».
1 / 16