49

वह सुगंध

تلك الرائحة: وقصص أخرى

शैलियों

لكنه فشل في تسجيل أية نقاط بسبب بطئه في متابعة الضغط على الزر وتحريك المقبض في الوقت نفسه، فغادر مكانه آسيا. وفوجئت بالشقراء الأمريكية تحتل مكانه، وقد استبدلت ملابس السباحة بقميص وبنطلون أسودين التصقا بجسمها الفارع.

وضعت عملة معدنية في ثقب بالجهاز، ثم جعلت تحرك يديها فوق الزر والمقبض بسرعة فائقة، وتساقطت القنابل بدقة بالغة على أكواخ متفرقة تشبه أكواخ الهنود الحمر والزنوج الإفريقيين، وعلى جمال يمتطيها بدو في صحارى شاسعة، ومنازل شاهقة تحيط بها الحدائق.

نادتني زوجتي، فتبعتها إلى المصعد. ولاحظت أن بقعة من الدماء تلوث ملابسها من الخلف فنبهتها إلى ذلك. ناولتني الصحيفة ومدت يدها خلفها فجمعت الفستان في قبضتها لتخفي البقعة، وعندما بلغنا حجرتنا، هرعت إلى الحمام.

ألقيت بالصحيفة فوق مقعد، وعندئذ اكتشفت أن الغرفة ما زالت كما تركناها في الصباح. ورأيت لافتة من الورق المقوى على مائدة الزينة وكانت تحمل بحروف كبيرة هذه العبارة: «نحن مضربون»، وأسفلها التوقيع: «عمال النظافة».

أشعلت سيجارة وخرجت إلى الشرفة، وجلست أتأمل البحر الذي هبت منه نسمة باردة، بينما أشعة الشمس القوية تلتمع فوق الأجساد الممشوقة التي استلقت على شاطئه.

ومن أعماق المدينة الصغيرة جاءتني نغمات البوزوكي اليوناني تحمل آثار النواح العربي، الذي تسلل إليها ولا شك عبر أربعة قرون من القهر التركي.

انتهت سيجارتي، فولجت الحجرة لأطفئها في المنفضة. وكانت زوجتي قد غادرت الحمام واستلقت على الفراش، فاستلقيت إلى جوارها، ووضعت رأسي على كتفها. وبعد لحظة أحطتها بذراعي فقالت في رقة: «لقد نزفت اليوم بشدة.»

قلت: «وأنا أيضا.»

مصر الجديدة

1982م

अज्ञात पृष्ठ