ولم يكن هناك غير سبيلين للتغلب على عناد نكتبانس الذي أبطأ في مشيته وهو يتحدث، وبات يسير كما تسير القوقعة؛ إما رشوته وليس للسير كنث إلى ذلك من سبيل، وإما مصانعته وليس لها من الوقت متسع؛ فنفد من فارسنا الصبر، واختطف القزم ورفعه من فوق الأرض، وحمله وسار به لا يعبأ بتوسله أو بخوفه، حتى كاد أن يبلغ السرادق الذي أشار إليه القزم من قبل وقال إنه سرادق الملكة. ولما دنا الاسكتلندي، ألفى هناك قليلا من الحراس الجنود متربعين على البسيطة، وقد كانت تخفيهم عنه الخيام المتوسطة؛ وعجب الفارس كيف أن صليل سلاحه لم يجذب منهم التفاتا، وعرض له أنه ينبغي في ذلك الظرف الراهن أن يسير في الخفاء، فوضع مرشده الصغير على الأرض - وهو يتنهد - كي يسترد أنفاسه ويشير بما ينبغي بعد ذلك أداؤه؛ وكان نكتبانس غاضبا حانقا، ولكنه شعر بأنه أضحى بكليته تحت سلطان الفارس القوي، كأنه البوم في مخلب النسر، ولذا لم يفكر في استثارته إلى ما يدعوه لإظهار قوته أكثر مما فعل.
ومن أجل هذا لم يشك من المعاملة التي لاقى، وإنما عرج خلال تيه الخيام، وسار بالفارس في سكون إلى الجانب الآخر من السرادق الذي كان يحجبهم عن رؤية الحراس، الذين كانوا إما بالغي الإهمال أو في النوم مستغرقين فلم يؤدوا واجبهم بكثير من العناية.
ولما بلغا ذلك المكان رفع القزم جانب الخيمة الأسفل من الأرض، وأشار إلى السير كنث أن يتسرب إلى داخل الفسطاط زاحفا تحته، فتردد الفارس قليلا، إذ لم يكن من اللياقة في شيء أن يتسرب خفية إلى داخل السرادق الذي ضرب - بغير ريب - لإيواء كرائم السيدات، ولكنه تذكر الشارات الأكيدة التي عرضها عليه القزم، واستقر به الرأي على ألا يجادل في رغبات سيدته.
وعلى ذلك طأطأ الرأس، وزحف تحت السور الذي كان يحوط الفسطاط، وسمع القزم يهمس من الخارج ويقول: «البث هنا حتى أناديك.»
الفصل الثالث عشر
إنكم تتحدثون عن اللهو مع البراءة!
ولكنهما في اللحظة التي أكلت فيها الثمرة التي كان فيها القضاء،
افترقا على غير لقاء؛
ومن ثم بات الشر قرين اللهو والحبور
من اللحظة الأولى حينما يودي الطفل الباسم
अज्ञात पृष्ठ