207

فصاح رتشارد: «إنها لمعجزة! إنها لمعجزة!»

وقال توماس دي فو: «معجزة من فعل محمد ولا مراء.»

وقال رتشارد: «كيف لي أن أفتقد حكيمي النطاسي لمجرد غياب تقيته وثوبه، ثم أجده ثانية في شخص أخي المليك صلاح الدين!»

فأجابه السلطان: «هذه حال الدنيا في كثير من الأحيان؛ إن الثياب البالية لا تنم عن الدرويش في كل حين.»

فقال رتشارد: «وإذن لقد كنت الوسيط في نجاة فارس النمر من الموت، وبحيلتك كانت عودته إلى المعسكر متنكرا؟»

قال صلاح الدين: «أجل، لقد كان ذلك، وقد علمني طبي أن جراح شرفه الدامي، إن لم تلتئم، فإن أيام حياته سوف لا تطول. ولقد كان كشف تنكره أيسر مما توقعت لنجاح تنكري.»

فقال الملك رتشارد: «إن حادثا قد وقع حدا بي أول الأمر إلى أن أدرك أن بشرته كانت ملونة بلون مصطنع (وربما يشير بهذا إلى الظرف الذي دفعه إلى أن يطبق شفتيه على جرح النوبي المزعوم)، وما إن أدركت هذه الإشارة حتى أصبح كشف الأمر سهلا ميسورا، فإن هيئته وجسمه لا يغيبان عن الذكر، وإني على ثقة من أنه سوف يتقدم للنزال في الغد.»

فقال السلطان: «إنه على تمام الأهبة وعلى أمل عظيم، فلقد أعددته بالسلاح والحصان لأني أحسن به الظن مما رأيت وأنا متخف في مختلف الأزياء.»

فقال رتشارد: «وهل يعرف هو الآن لمن هو مدين؟»

فأجاب العربي: «أجل فلقد اضطررت إلى الاعتراف له بشخصي حينما كشفت له عن غرضي.»

अज्ञात पृष्ठ