فأجابه الملك وقال: «هيا، قل ما تريد.» ولم يشك في أنه إنما كان يتأهب للإصغاء إلى شيء من الاعتراف في أمر يخص العلم.
قال السير كنث: «إن ما سوف أذكر يمس ملكية إنجلترا، وينبغي ألا يتطرق إلى غير أذنيك.»
فقال الملك لنفيل ودي فو: «اغربا عني سيدي.»
فصدع أولهما بالأمر، وصمد ثانيهما في حضرة الملك لا يبدي حراكا.
وأجاب دي فو مولاه قائلا: «ألم تقل مولاي إني على جادة الصواب؟ إذن لتعاملني كما ينبغي أن يعامل من هو على محجة الحق؛ وإذن فلتبق لي إرادتي، وإني لن أتركك وحدك مع هذا الاسكتلندي الأفاك.»
فقال رتشارد غاضبا وهو يضرب الأرض بقدمه ضربا خفيفا: «كيف هذا يا دي فو! وكيف لا تأمن على شخصنا مع خائن واحد؟»
فأجاب دي فو وقال: «عبثا يا مولاي أن تقطب جبينك أو تضرب بقدمك. إني لا آمن أن أترك رجلا مريضا مع آخر معافى، رجلا مجردا عن السلاح مع آخر مسلح ممتنع.»
فقال الفارس الاسكتلندي: «ليس هذا بأمر ذي بال، إني لن أتلمس المعذرة كي أستأخر الزمن، ولأتكلمن في حضرة لورد جلزلاند فإنه سيد كريم صادق.»
فأجاب دي فو وفي صوته رنة الأسى، وفيها مزيج من الحزن والحنق وقال: «لقد كنت أقول عنك مثل هذا القول منذ نصف ساعة!»
ثم استأنف السير كنث حديثه وقال: «إن الغدر يحيط بك يا ملك الإنجليز.»
अज्ञात पृष्ठ