تفسير التبيان ج1
وعظمة الله تعالى كبرياؤه والعظام من العظم لانه من أكبر ما يركب منه البدن.
قوله تعالى: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر
وماهم بمؤمنين(8)
آية
التفسير: (من) لفظ يخبر به عن الواحد من العقلاء واثنين وجماعة فلما قال: (وماهم بمؤمنين) دل على أنه أراد الجمع وانما قال: (يقول) بلفظ الواحد حملا له على اللفظ.
قال الشاعر: نكن مثل من ياذئب يصطحبان
وقيل في معنى الناس وجهان: أحدهما - أن يكون جمعا لا واحد له من لفظه واحدهم إنسان والانثى انسانة والثاني - أن أصله: أناس فاسقطت الهمزة منها لكثرة الاستعمال اذا دخلها الالف واللام للتعريف ثم أدغمت لام التعريف في النون كما قيل: (لكنا هو الله) واصله: لكن انا.
وقال بعضهم: ان الناس لغة غير اناس وإلا لقيل في التصغير: انيس ردا إلى اصله واشتقاقه من النوس: وهو الحركة ناس ينوس نوسا: اذا تحرك والنوس: تذبذب الشئ في الهواء ومنه نوس القرط في الاذن لكثرة حركته ولاخلاف بين المفسرين ان هذه الآية وما بعدها نزلت في قوم من المنافقين من الاوس والخزرج وغيرهم وروي ذلك عن ابن عباس وذكر اسماءهم ولا فائدة في ذكرها وكذلك ما بعدها إلى قوله: " وما كانوا مهتدين" كلها في صفه هؤلاء المنافقين والمنافق هو الذي يظهر الاسلام بلسانه وينكره بقلبه واليوم الآخر هو يوم القيامة وانما سمي يوم القيامة اليوم الآخر لانه يوم لا يوم بعده سواه وقيل: لانه بعد ايام الدنيا واول ايام الآخرة فان قيل:
पृष्ठ 66