تفسير التبيان ج1
يقف قبل الهمزة فيقرأ: وبالاخرة تسكينا على اللام شيئا ثم يبتدئ بالهمزة وكذلك الارض وشئ يقطع عند الياء من شئ كأنه يقف ثم يهمز وموضع (ما) خفض بالباء ويكره الوقف على (ما) لان الالف حرف منقوص.
التفسير: وقال قتادة: " ماأنزل إليك " القرآن " وماأنزل من قبلك " الكتب الماضية وقد بينا أن الاولى حمل الايه على عمومها في المؤمنين وذكرنا الخلاف فيه والاخرة صفة الدار فحذف الموصوف قال الله تعالى: " وإن الدار الاخرة لهي الحيوان "(1) ووصفت بذلك لمصيرها آخرة لاولى قبلها كما يقال: جئت مرة بعد أخرى ويجوز أن يكون سميت بذلك لتأخيرها عن الخلق كما سميت الدنيا دنيا لدنوها من الخلق وإيقانهم ما جحده المشركون من البعث والنشور والحساب والعقاب وروي ذلك عن ابن عباس والايقان بالشئ هو العلم به وسمي يقينا لحصول القطع عليه وسكون النفس إليه.
قوله تعالى: أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون(5)
القراءة: اولئك بهمزتين وفيهم من يخففهما وحمزة يمد اولئك واولئك اسم مبهم يصلح لكل حاضر تعرفه الاشارة كقولك ذاك في الواحد وأولاء جمع ذاك في المعنى ومن قصر قال أولا وأولالك واذا أمددته لم يجز زيادة اللام لئلا يجتمع ثقل الهمزة وثقل الزيادة وتقول: أولاء للقريب وها أولئك للبعيد وأولئك للمتوسط واضيف الهدى إلى الله لاحد الامرين: احدهما: لما فعل بهم من الدلالة على الهدى والايضاح له والدعاء اليه الثاني: لانه يثيب عليه فعلى هذا يضاف الايمان بأنه هداية من الله
---
(1) سورة العنكبوت آية 64
पृष्ठ 57