إياك نعبد وإياك نستعين
الاعراب: إياك نصب بوقوع الفعل عليه وموضع الكاف في إياك خفض باضافة إيا اليها وإيا اسم للضمير المنصوب إلا انه ظاهر يضاف إلى سائر المضمرات نحو قوله: إياك ضربت وإياه ضربت وإياي ضربت ولو قلت: إيا زيد حدثت كان قبيحا لانه خص به المضمر وقد روى الخليل جوازه وهو قولهم: اذا بلغ الرجل الستين فاياه وإيا الشواب(1) وقال الاخفش لا موضع للكاف من الاعراب لانها حرف الخطاب وهو قول ابن السراج واختاره الرماني لان المضمر معرفة تمتنع من الاضافة كما تمتنع من الصفة وحملوا ما رواه الخليل على الشذوذ ولو قلت نعبد إياك لم يجز لانك تقدر على ضميرمتصل بان تقول نعبدك فلا يجوز ان تأتي بضمير منفصل ولانه لو أخر لكان قد قدم ذكر العابد على المعبود وليس بجيد ومن قال إن إياك بكماله اسم فقد أخطأ لانه لو كان كذلك لما اضيف كما حكيناه في قولهم إياه وإيا الشواب لانهم اجروا الهاء فيه مجرى الهاء في عصاه والنون مفتوحة من نعبده وقد روي يحيى بن وثاب، انه كان يكسرها وهي لغة هذيل يقولون نعلم وتعلم واعلم وتخاف وتقام وتنام فيكسرون أوائل هذه الحروف كلها ولا يكسرون الياء ولافي يستفعل ويفتعل فلا يقولون يبيض ويطمس - بكسر الياء - بل يفتحونها والدال والنون مرفوعان لان في أوله أحد الزوايد الاربع فاعربا.
المعنى واللغة: والعبادة ضرب من الشكر مع ضرب من الخضوع ولا تستحق إلا باصول
---
(1) امرأة شابة ونسوة شواب تفسير التبيان ج1
पृष्ठ 36