تفسير التبيان ج1
اللغة والمالك هو القادر على التصرف في ماله وأن يتصرف فيه على وجه ليس لاحد منعه منه ويوصف العاجز بأنه مالك من جهة الحكم والملك هو القادر الواسع القدرة الذي له السياسة والتدبير ويقال ملك بين الملك مضمومة الميم ومانك بين الملك والملك بفتح الميم وكسرها وضم الميم فيه لغة شاذة ذكرها ابوعلي الفارسي.
ويقال طالت مملكة الامير ومملكته بكسر اللام وفتحها وطال ملكه وملكه اذا طال رقه، واعطاني من ملكه وملكه ولي في هذا الوادي ملك وملك وملك ويقال نحن عبيد مملكة وليس بعبيدقن اي سبيا لم يملك في الاصل ويقال: شهدنا املاك فلان وملكه ولا يقال ملاكه فأصل الملك الشد من قول الشاعر:
ملكت بها كفي وانهرت(1) فقعها(2)
اي شددت وملكت العجين اي شددت عجنه ويقال: هذا ملك فلان اذا كان له التصرف فيه على ما بيناه فأما من رجح قراءة ملك من حيث انه وصف نفسه بأنه ملك كل شئ بقوله " رب العالمين " فلا فائدة في تكرير ما قد مضى فقد ابعد لان في القرآن له نظائر تقدمها العام وذكر بعد العام الخاص: " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق(3) " فعم في الاول ثم خص ذكر لانسان تنبيها على تأمل ما فيه من اتقان الصنعة ووجوه الحكمة كما قال: " وفي نفسكم افلا تبصرون؟(4) " ولذلك نظائر كثيرة وفي الناس من قال ان ملك ابلغ في المدح من مالك لان ملك مالك وليس كل مالك ملكا وقال تغلب: إن مالك ابلغ من ملك لانه قد يكون الملك على من لا يملك كما يقال ملك الروم وان كان لا يملكهم ولا يكون مالكا إلا
---
(1) انهن وسع والصحيح فأنهرت.
(2) الصحيح فتقها قاله قيس بن الخطيم.
(3) سورة العلق آية 1 و2.
(4) سورة الذاريات آية 21.
पृष्ठ 33