203

तिबयान

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

शैलियों

व्याख्या

تفسير التبيان ج1

حمله، كالاحمال الجافية التي يشق حملها، فقيل لما يصعب على النفس، وان لم يكن من جهة الحمل - يكبر عليها تشبيها بذلك.

وقوله: " الا على الخاشعين ".

اللغة: فالخشوع، والخضوع، والتذلل، والاخبات، نظائر وضد الخضوع: الاستكبار يقال: خشع خشوعا وتخشع تخشعا قال صاحب العين: خشع الرجل يخشع خشوعا: إذا رمى ببصره الارض واختشع: إذا طأطأ رأسه كالمتواضع والخشوع قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والاقرار بالاستخدام(1) والخشوع في الصوت والبصر قال الله تعالى: " خاشعة أبصارهم " و" خشعت الاصوات للرحمن "(2) أي سكنت وأصل الباب: من اللين والسهولة من قولهم: نقا خاشعا: للارض التي غلبت عليها السهولة والخاشع: الارض التي لا يهتدى إليها بسهولة، لمحو الرياح آثارها والخاشع، والمتواضع، والمتذلل، والمسكين، بمعنى واحد قال الشاعر:

لما أتى خبر الزبير تواضعت

سور المدينة والجبال الخشع(3)

وخاشع: صفة مدح، لقوله: " والخاشعين والخاشعات " وإنما خص الخاشع بأنها لا تكبر عليه، لان الخاشع قد تواطأ ذلك له: بالاعتياد له، والمعرفة بماله فيه، فقد صار بذلك، بمنزلة مالا يشق عليه فعله، ولا يثقل تناوله وقال الربيع بن أنس: " الخاشعين " في الآية: الخائفون

---

(1) وفي نسخة: " الاستحياء ".

(2) سورة طه آية: 108.

(3) البيت لجرير، الديوان ص: 345 استشهد به سيبويه على ان تاء التأنيث جاءت للفعل لما أضاف " سور " إلى المدينة وهي مؤنث، وهو بعض منها.

पृष्ठ 202