तिबयान
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
शैलियों
تفسير التبيان ج1
الله عزوجل وقيل: أصلها: الصلا وهو عظم العجز لرفعه في الركوع والسجود من قول الشاعر:
فآب مصلوه بغير جلية
وغودر بالجولان حزم ونائل(1)
اي الذين جاؤوا في صلا السابق والقول الاول أقرب إلى معنى الصلاة في الشرع وقد بينا معنى إقامة الصلاة فيما مضى، فلا وجه لا عادته.
وقوله: " وآتو الزكاة " فالزكاة والنماء، والزيادة، نظائر في اللغة ونقيض الزيادة: النقصان ويقال: زكا، يزكو زكاء وتزكى، تزكية قال صاحب العين: الزكاة، زكاة المال، وهو تطهيره ومنه زكى، يزكي، تزكية والزكاة: زكاة الصلاح تقول: رجل تقي زكي ورجال أتقياء أزكياء والزرع زكا زكاء - ممدود - وكل شئ يزداد وينمو، فهو يزكو زكاء وتقول: هذا لا يزكو بفلان أي لا يليق به قال الشاعر:
المال يزكو بك مستكثرا
يختال قد أشرق للناظر
ومصدر الزكاة: ممدود ويقال: إن فلانا لزكا النقد أي حاضره وعتيده والزكا: الشفع قال الشاعر:
كانوا خسا أو زكا من دون أربعة
لم يخلقوا وجدود الناس تعتلج(2)
والخسا، الوتر وأصل الباب: النمو، والزكاة تنمي المال بالبركة التى يجعل الله فيه وسمي بالزكاة في الشريعة، ما يجب إخراجه من المال، لانه نماء ما ينقى ويثمر وقيل: بل مدح لما ينقى، لانه زكي أي مطهر كما قال: " أقتلت نفسا زكية بغير نفس "(3) أي طاهرة.
وقوله: " واركعوا " فالركوع، والانحناء والانخفاض نظائر في اللغة يقال: ركع، ورفع
---
(1) في التفسير الكبير (وآب مضلوه) من اضل القوم ميتهم: اذا واروه في قبره، وفيه بدل (يغير جلية) بعين جلية: والشعر للنابغة(2) اللسان مادة (خسا) وقد نقله القراء عن الدبيرية زكا: تقوله العرب للزوج وخسا للفرد: تعتلج تضطرع(3) سورة الكهف آية: 74.
पृष्ठ 192