तिबयान
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
शैलियों
تفسير التبيان ج1
وقال رؤبة:
وحضرت يوم الخميس الاخماس
وفي الوجوه صفرة وابلاس
يعني اكتئابا وكسوفا.
وقال: إنما لم يجر استثقالا، من حيث كان اسما لانظير له من أسماء العرب فشبه باسماء العجم التي لا تنصرف وزعم ان اسحاق لا ينصرف وهو من أسحقه الله إسحاقا، وأن أيوب من أب يئوب على زنة فعول كقيوم من قام يقوم.
قال الرماني: غلط في جميع ذلك، لانها الفاظ أعربت من العجميه ووافقت الفاظ العربية وكان ابن السراج يمثل ذلك - على جهة التبعيد - بمن زعم ان الطير ولد الحوت وغلط أيضا في قوله انه لا نظير له في اسماء العرب، لانهم يقولون: إزميل للشفرة، قال الشاعر:
هم منعوا الشيخ المناجي بعد ما
رأي حمة الازميل فوق البراجم
والاعريض: الطلع، واحريض: صبغ أحمر، وقالوا: هو العصفر، وسيف اصليت: ماض كثير الماء، وثوب اضريج: مشبع الصبغ، وقالوا: هو من الصفرة خاصة وسبيل ابليس سبيل (انجيل) في انه معرب غير مشتق وحد الاستكبار الرفع للنفس إلى منزلة لا تستحق قوله: " وكان من الكافرين ".
قال قوم: يدل على أنه كان قبله قوم كفار من الجن وقال آخرون لايدل، ويجري ذلك مجرى قول القائل: كان آدم من الانس، ولم يكن قبله انسي وكان إبليس من الجن ولم يكن قبله جني، ومعناه: صار من الكافرين ومن قال ان ابليس كان من جملة الملائكة، قال: كان من جملة المأمورين بالسجود لآدم بدلالة قوله: " ما منعك الا تسجد إذ امرتك؟ " ولانه استثناه من جملتهم ولم يكن منهم.
علمنا انه كان من جملة المأمورين كقول القائل: أمر أهل البصرة بدخول الجامع فدخلوا إلا رجلا من أهل الكوفة، فانه يعلم بهذا ان غير اهل البصرة كان مأمورا بدخول الجامع غيران أهل البصرة كانوا اكثر فلذلك خصوا بالذكر، وكذلك القول في الآية ومن استدل بهذه الآية على أن أفعال الجوارح من من الايمان من حيث لو لم يكن كذلك، لوجب ان يكون ابليس مؤمنا بما معه من المعرفة بالله وان فسق بابائه، فقد أبعد، لان المخالف يقول: اذا علمت كفره تفسير التبيان ج1
पृष्ठ 152