215

तिब्यान फ़ी अक़्सम क़ुरान

التبيان في أيمان القرآن

अन्वेषक

محمد حامد الفقي

प्रकाशक

دار المعرفة،بيروت

प्रकाशक स्थान

لبنان

بالإيمان والتقوى فكيف يكون متبوعهم مجنونًا وهذا حال كتابه وهديه وسيرته وحال أتباعه وهذا إنما حصل له ولأتباعه بنعمة الله عليه وعليهم فنفى عنه الجنون بنعمته عليه وقد اختلف في تقدير الآية فقالت فرقة الباء في بنعمة ربك باء القسم فهو قسم آخر اعتراض بين المحكوم به والمحكوم عليه كما يقول ما أنت بالله بكاذب وهذا التقدير ضعيف جدًا لأنه قد تقدم القسم الأول فكيف يقع القسم الثاني في جوابه ولا يحسن أن تقول والله ما أنت بالله بقائم وليس هذا من فصيح الكلام ولا عهد في كلامهم وقالت فرقة العامل في بنعمة ربك أداة معنى النفي أو معنى أنفى عنك الجنون بنعمة ربك ورد أبو عمر ابن الحاجب وغيره هذا القول بأن الحروف لا تعمل معانيها وإنما تعمل ألفاظها وقال الزمخشري يتعلق ﴿بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ منفيًا كما يتعلق بعاقل مثبتًا في قولك أنت بنعمة الله عاقل يستويان في ذلك الإثبات والنفي استواءهما في قولك ضرب زيد عمرًا وما ضرب زيد عمرًا يعمل الفعل مثبتًا ومنفيًا إعمالًا واحدًا ومحله النصب على الحال أي ما أنت بمجنون منعمًا عليك بذلك ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله لأنها زائدة لتأكيد النفي واعترض عليه بأن العامل إذا تسلط على محكوم به وله معمول فإنه يجوز فيه وجهان أحدهما نفي ذلك المعمول فقط نحو قولك:

1 / 215