والفائدة الثالثة أمر طبيعي, وذلك أن الصلاة رياضة فاضلة للنفس لأنها تشتمل على انتصاب وركوع وسجود وتورك وغير ذلك من الأوضاع التي تتحرك معها أكثر المفاصل, وتنغمر فيها أكثر الأعضاء, و[لا] سيما المعدة والأمعاء وسائر آلات التنفس والغذاء عند السجود وما أنفع السجود الطويل لصاحب النزلة والزكام, وما أنفع السجود لانصباب النزلة إلى الحلق, وقصبة الرية برجوعها إلى مجاري الأنف وما أشد إعانة السجود الطويل على فتح سدة المنخرين في علة الزكام وإنضاج مادته, وما أقوى معونة السجود على حدر الطعام من المعدة والأمعاء, وتحريك الفضول المنخنقة فيها ونقلها وإخراجها إذ غوره تنغص الآلات بازدحامها, وتساقط بعضها على بعض وكثير ما [تسر] الصلاة النفسى وتمحق الهم والحزن وتذيب الآلام الخائبة وتكشف من الأوهام الكاذبة ويصفو فيها الذهن وتطفئ نار الغضب - انتهى.
وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رياضة تصلح أبداننا وقلوبنا أيضا بقوله: اغزوا تغنموا وسافروا تصحوا وصوموا تتعافوا.
पृष्ठ 97