والإسهال في الصيف يجلب الحمى ويعسر لتعارض جذب الهواء وجذب الحر، وفي الشتاء أعسر لجمود الخلط، والربيع يتلوه الصيف المحلل، ولا يستعمل فيه إلا ما لطف، وأما الخريف فهو الوقت، وليكن الغذاء بعد الإسهال والقيء شهيا لذيذا جيد الجوهر كالفروج.
وقد مر أن الحمام قبل الدواء معين وبعده بيوم محلل لما بقي ومعه قاطع لفعله، والأكل يقطع أكثر الأدوية لاشتغال الطبيعة بعده بهضم الطبيعة للغذاء عن الدفع والأخلاط الدوائية فتنكسر قوته.
والأشياء التي يجب مراعاتها في كل استفراغ عشرة: أحدها: الامتلاء فالخلاء لا محالة نافع، ثانيها: القوة فالضعف مانع، ثالثها: المزاج المعتدل فإفراط الحرارة واليبس والبرد وقلة الدم مانع، ورابعها: السحنة فإفراط النحافة والسمن مانع، خامسها: الأعراض اللازمة بالإستعداد الذرب وقروح المعدة مانع، وسادسها: السن فالهرم والطفولية مانع، سابعها: الوقت فشدة البرد والقيظ مانع ثامنها: البلد فالحار والبارد المفرطان مانع، تاسعها: الصناعة فالشديد التحليل كالقيم بالحمام مانع، عاشرها: العادة فمن لم يعتد بالاستفراغ لا يهجم على استفراغه بدواء [قوي].
قال: وينبغي أن لا يعود الطبيعة الكسل بأن يعالج كل انحراف عن الصحة وأن لا يجعل شرب المسهل والقيء دينا. ولا تحسر على الأدوية القوية في الفصول القوية - انتهى.
पृष्ठ 139