ولأصناف الطير [٣٩] أيضا بعض الأعضاء، شبيه بأعضاء الحيوان الذى ذكرنا: لأنه لجميعها رأس وعنق وظهر وما خلف الجسد ومقدم، ولها عضو ملائم للصدر. ولكل طائر ساقان، مثل الإنسان؛ وهو يثنيهما إلى خلف مثل الحيوان الذى له أربع أرجل، كما قلنا فيما سلف. وليس لشىء من الطائر رجلان متقدمتان، ولا يدان؛ بل جناحان، لأن ذلك خاص له من بين سائر الحيوان. وورك الطير طويل شبيه بفخذ، وهو يكون فى ناحية وسط البطن. ولذلك يظن أنه فخذ، إذا قطع. فأما فخذ الطائر فهو فيما بين الورك والساق. وكل ما كان من الطائر المعقف المخاليب فله فخذان عظيمان، وصدره أقوى من صدور بقية الطائر. ولأصناف الطائر أسماء كثيرة. وجميعها مشقوقة الرجلين. وشقوق رجلى بعضها مفصلة بينة. فأما ما يعوم منها ويأوى فى الماء، ففيما بين أصابع رجليه جلد قوى متصل. فأما جميع أصناف الطائر الذى لا يرتفع فى الهواء فلها فى كل رجل أربع أصابع: منها ثلاث فى المقدم، وخلف إصبع واحدة. وإنما خلقت تلك الإصبع الواحدة مكان العقب. ومن الطائر أجناس يسيرة لها فى مقدم كل رجل إصبعان أخريان أيضا، مثل البوم، وهو يقلب الإصبع الواحدة إلى خلف ويكون بقية جسده ساكنا مثل الحية. وله مخاليب كبار شبيهة بمخاليب الشرقرق. وهى تصيح صياحا شديدا وقصيرا.
पृष्ठ 74