ومن العرق العظيم والعرق الذى يسمى أورطى يخرج عرقان ينتهيان إلى أجساد الكليتين، وليسا يدخلان فى أعماقهما، فإن فى وسط كل كلية عمقا شبيها ببطن، وربما كان أكبر وربما كان أصغر. وذلك يوجد فى جميع كلى الحيوان، ما خلا كلى الحيوان البحرى الذى يسمى فوقى، فإن كليتيه يشبهان كلى البقر؛ وهى صلبة جدا أكثر من جميع الكلى. [٢٦] فاما العرقان الآخذان إلى الكلى فإنهما يتبددان ويفترقان فى أجسادها وليس ينتهيان إلى بطونها. وعلامة ذلك من قبل أنه ليس فى بطونها دم، ولا يجمد فى بطونها من الدم شىء. وفى الكلى بطون صغار، كما قلنا فيما سلف. ومن أعماق الكليتين يخرج سبيلان صلبان قويان. ومن العرق الذى يسمى أورطى يخرج سبيلان آخران. ومن وسط كل كلية يخرج عرق مجوف خلقته من عصب وينتهى إلى فقار الظهر. ومن هناك يأخذ إلى الوركين، ويفترق هناك ثم يظهر أيضا ممتدا على الورك. فأما السبيل التى تخرج من العروق التى تسمى فلبيون فهى تنتهى إلى المثانة، لأن المثانة آخر الأعضاء التى فى الجوف، وهى متعلقة بالسبيل الآخذ من الكليتين إلى أصل الذكر. وحول المثانة من كل ناحية أصفاق دقيقة شبيهة بالشعر، ومنظرها قريب من منظر حجاب الصدر. ومثانة الإنسان عظيمة بقدر قياسها إلى جثته.
والذكر لاصق بعنق المثانة والسبيل التى تخرج من العروق وتنتهى إلى المثانة ثم تأخذ إلى الأنثيين 〈والذكر خلقته غضروفية. ويلتصق بالذكر الانثيان عند الذكور〉. وسنذكر حال خلقة الانثيين وخلقة الأرحام فيما يستأنف.
पृष्ठ 50