يتعلق سبب آخر بكيفية ترجمة أعمال المؤلف إلى لغته الأخرى (فترجمت، على سبيل المثال، أعمال تريوليه المؤلفة بالروسية إلى الفرنسية). نادرا ما يسعد المؤلفون الثنائيو اللغة بما يفعله المترجمون الآخرون لأعمالهم، وعادة ما يحررون الترجمات على نحو كبير. في النهاية، يلجئون عادة إلى ترجمة أعمالهم إلى لغتهم الأخرى. إلا أن عملية الترجمة الذاتية للأعمال اتضح أنها عملية مرهقة للغاية للكثيرين (تتحدث بوجور عما يعرف ب «جحيم الترجمة الذاتية»)، ويعبر كثير من المؤلفين الثنائيو اللغة عن عدم رضاهم عن ترجماتهم؛ تقول بوجور عن مفهوم تريوليه لعملية الترجمة أنها تمثل لها «هاجسا مخيفا من عدم التوافق مع نفسها.»
4
مؤخرا كتب آريل دورفمان ما يلي عن ترجمة/تنقيح كتابه «التوجه جنوبا، والنظر شمالا: رحلة شخص ثنائي اللغة»:
استخدمت في إعادة كتابتي للمذكرات بالإسبانية، بعد انتهائي من كتابتها بالإنجليزية، نفس التركيب والقصة والاكتشافات التاريخية والرؤية التي ظهرت في اللغة الإنجليزية. كان يجب أن تغمر اللغة الإسبانية بكلماتها المنزل الذي بنته اللغة الإنجليزية. ومع ذلك، ما أكبر التغيير الذي طرأ على المنزل عند ملئه بالإسبانية؛ فقد اختلف الكتاب تماما.
5
يتعلق سبب ثالث في تحول بعض الكتاب الثنائيي اللغة من الكتابة بلغتهم الأولى إلى الثانية بمبدأ التكامل؛ فيستخدم الثنائيو اللغة لغاتهم لأغراض مختلفة، وفي مجالات حياتية مختلفة، ومع أشخاص مختلفين. تتطلب عادة جوانب الحياة المختلفة استخدام لغات مختلفة؛ فتقول بوجور إن إلزا تريوليه أدركت أن روايتها الروسية «التمويه» قد كتبت باللغة «الخطأ»؛ نظرا لأن أحداثها تقع في فرنسا، وسط شخصيات تتحدث وتفكر وتعبر عن مشاعرها بالفرنسية. تخبرنا بوجور أيضا أنه عندما ترجم نابوكوف روايته الإنجليزية الأكثر رواجا «لوليتا» إلى الروسية، واجه مشكلات حقيقية في العثور على مصطلحات مناسبة تتعلق بوصف السيارات والملابس وقطع الأثاث وغيرها.
6
على الرغم من أن لدى المؤلفين الثنائيي اللغة أسبابا جيدة للبدء في الكتابة بلغتهم الثانية أو الثالثة، فإن الأمر ليس سهلا. تتحدث تريوليه عن تعرضها لألم جسدي حقيقي عند تأليفها لكتابها الأول بالفرنسية («مساء الخير يا تيريزا»)، ويتحدث نابوكوف عن الأمر نفسه بطريقة معبرة أكثر؛ فقال إن الأمر يشبه تعلم كيفية الإمساك بالأشياء مرة أخرى، بعدما يفقد المرء سبعة أو ثمانية أصابع في أحد الانفجارات!
7
كما ذكرت في بداية هذا القسم، توجد مجموعة أخرى من الكتاب الثنائيي اللغة، وهي مجموعة أصغر بكثير، بدأت الكتابة بلغتها الثانية ثم تحولت إلى الكتابة بلغتها الأولى، وهو شيء لم يفعلوه من قبل. حظيت بفرصة لقاء أحد هؤلاء الكتاب في باريس عندما كنت أعد لهذا الكتاب. ولدت نانسي هيوستن في كندا، وعاشت بها لعدة سنوات قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة، حيث التحقت بالجامعة، التي تركتها لتذهب إلى باريس في عام 1973، حيث أعدت رسالة الماجستير مع عالم السيميولوجيا رولان بارت. ظلت في فرنسا، وعندما بدأت في الكتابة قررت اللجوء إلى لغتها الثانية؛ الفرنسية. فصدر كتابها الأول «تبديلات جولدبيرج» في عام 1981 (وظهرت ترجمته الإنجليزية بعدها بعدة سنوات). وقدمت التفسير التالي لقرار الكتابة بالفرنسية:
अज्ञात पृष्ठ