फिर सूरज उगता है

थरवत अबाज़ा d. 1423 AH
80

फिर सूरज उगता है

ثم تشرق الشمس

शैलियों

وأطرق خيري مليا وقد ران الصمت على الحجرة، فقالت: لماذا لا تجيب؟ - يا وفية قدري ظرفي، ماذا ترين كنت أقول؟ وكيف أعتمد على مجرد الاستنتاج لأطلب إليه أن يرفض يسري؟ لعله ... لعله - من يدري - يدرك الفضل الذي أسبغه أبوك فيحسن معاملتها! - أتضيع أختي من أجل لعله؟ لعله! أنت تعرفه، إن شخصا يتقدم ليتزوج من فايزة الصماء ... ماذا أقول ماذا أقول؟ لماذا يا خيري سكت، لماذا سكت؟ - كان الأمر أقوى مني يا وفية، إنه أخي. - أليست فايزة أختك؟ وهي عاجزة يا خيري، ماذا سيصنع بها؟ - نسأل الله اللطف. - إن اقتصر الأمر على المال هان، ولكن أخشى أن يعذبها. - لا تخشي. - أهو طيب؟ أهو شفوق؟ ألا يؤذيها؟ - إنه يطمع أن يساعده أبوك، فلا تخشي. - وهل سيعيش لها أبي دائما؟ - دعينا نؤمل الخير في حياته على الأقل، وبعد ذلك يتولاها الذي لا تغفل له عين. - كيف؟ - قد ينجبان، وقد يحب أولاده فيكرمها من أجلهم. - أكثر من زيارتنا يا خيري. - ألا أحرجك بكثرة الزيارة؟ ألا يعرف جميل ما كان بيننا؟ - إنه يعرف، ولكن السنين مضت. وهو يقدرك ولا يخشى جانبك، فزرنا لتطمئن على فايزة. إنها أختك، وهي وديعة بين يديك، إن فايزة لن تخبر أحدا منا بعذابها إذا تعذبت، ولكنها قد تخبرك أنت، فزرها وأكثر ولا تخف أن تحرجني، لقد سكت فتزوجها، فلا تتركها في هذه الأمواج من الطمع التي ألقيتها إليها. - أمرك يا وفية. - أنت أخونا يا خيري، أنت دائما أخونا. - أعرف يا وفية وسأظل دائما، دائما تحت أمرك.

وأمسكت وفية بيده في كلتا يديها وشدت عليها في إعزاز وإكبار وأمل: لا أمل لي إلا أنت يا خيري. - ربنا معنا، إن شاء الله خير. - أرجوك يا خيري، إنها أختك. - هي أختي، إن لم يكن من أجلها وأجل أبيها فمن أجلك أنت، فأنت دائما عندي وفية، وفية التي ...

وانهمرت الدموع من عينيه وعينيها، ثم هوى على يديها فقبلهما في حب وإعزاز. •••

انتهى الفرح وصعد العروسان إلى الحجرة التي خصصت لهما، وجلست فايزة مطرقة وجلس يسري بجانبها، وطال بينهما الصمت، فمد يسري يده وربت كتف زوجته وحاول أن يحتويها في ذراعه، فرفعت إليه عينين مخضلتين بالدموع وقالت: لماذا تزوجتني؟

كان السؤال نافذا مباشرا لا لف فيه ولا دوران، نوع من الكلام لم يتوقعه يسري وحار في الإجابة، وحاول أن يتكلم ليجيب، ثم تذكر أنها لن تسمع فحمد الصمم مرة أخرى، فإن الكتابة ستتيح له وقتا للتفكير. أمسك القلم وكتب على الورق الذي يظل دائما قريبا من فايزة، فهو أذناها، كتب: «لأني أحبك.» ونظرت إليه في ألم ويأس وقالت: إنني صماء، صماء، ألا تعرف؟

وكتب يسري: «أعرف، ولكن ما أهمية هذا؟» - أتشفق علي؟!

وكتب: «إن بنت عزت باشا الأزميرلي الوزير الغني لا تستحق الإشفاق.»

فقالت في ألم: أتتزوج عزت باشا الأزميرلي والوزارة والغنى؟

فكتب: «بل أتزوج فايزة، فايزة وحدها، بلا إشفاق وبلا تفكير في وزارة أبيها أو غناه.»

ونظرت إليه فايزة مليا وقد رفأت دموعها وأطالت التحديق ثم قالت: أنت لا تعرف مدى لهفتي إلى تصديقك.

अज्ञात पृष्ठ