फिर सूरज उगता है

थरवत अबाज़ा d. 1423 AH
111

फिर सूरज उगता है

ثم تشرق الشمس

शैलियों

واقتيد يسري إلى الحبس وفايزة والهة لا تدري ماذا تم في أمره، لا تجد أحدا يكتب لها ما انتهى إليه التحقيق حتى سارع إليها خيري ينبئها، وانصرف الجميع تحيط بهم أشجان وحيرة.

وفي الصباح الباكر كان خيري وفايزة أول من حضر إلى دار النيابة وتبعهما المحاميان، وجيء بيسري وحامد من الحبوس. وحين حاول حامد أن يقول شيئا ليسري أشاح عنه بوجهه، فكأنه لم يعرفه يوما، أو كأنه يريد ألا يذكر أنه عرفه يوما.

كان يسري قد استقر على رأي، وحين ابتدأ التحقيق معه أصر على خطته من الدفاع عن نفسه وعن حامد معا، ولم تجد النيابة أدلة قوية تسمح لها أن تأمر باستمرار الحبس، فأفرجت عن المتهمين بكفالة قدرها خمسون جنيها لكل منهما، وخرجا، وأراد حامد أن يحادث يسري ثانية فلم يلتفت إليه، بل سارع إلى السيارة يريد ألا يلقاه، فكأنما يهرب من ماضيه كله ومن آرائه ومن الأيام التي عاشها في ظلال هذا الرجل.

وفي السيارة جلست فايزة وإلى جانبها يسري وإلى جانبه خيري، ولم يملك يسري أن يسكت، ولم يأبه بالسائق الذي يقود بل التفت إلى أخيه يسأله: آبيه خيري، هل تعلم فايزة شيئا عن ...

ثم نظر إلى السائق ومال على أذنه يسأله: عن دولت؟

ودهش خيري من السؤال، وعجب أن يكون هذا هو أول سؤال يلقيه عليه بعد هذه المحنة التي مرت به، فسأل: ما المناسبة؟ - أريد أن أعرف. - لست في حل أن أقول. - فهي إذن تعلم.

وصمت خيري فقال يسري: فهي التي أنبأتك.

ولم يجد خيري محيدا عن إفشاء السر فقال هامسا: لقد رأتك في حجرتها في اللحظة التي أرادت أن تنبئك فيها أنها تحمل لك ابنك.

وانهمرت الدموع من عيني يسري، ولم يجد شيئا يفعله إلا أن يمسك بيد فايزة ويرفعها إلى فمه يقبلها قبلة المعترف بالفضل. وأحست فايزة بغريزتها نوع القبلة، وإن كانت لم تسمع من الحديث شيئا، فأبعدت يدها عن فمه وربتت بها رأسه في حدب وقد انهمرت الدموع من عينيها. ورأى خيري دموع يسري ورأى قبلته ليد زوجته، فانتظر حتى عاد يسري يرفع رأسه، فأمسك بيده وشد عليها في ابتهاج وقد تماوجت الدموع في عينيه. وقال في فرح غامر: مبروك يا يسري. - نعم يا آبيه خيري، إنني الآن أستحق التهنئة.

نزل يسري من السيارة حين بلغت البيت، وأحاط زوجته بذراعه وعبر بها البهو إلى الطابق الأعلى ودخلا حجرتهما، وأقفل يسري الباب، وكانت فايزة قد جلست على الكرسي ترنو إليه في إعزاز، فتقدم منها وركع على الأرض وانكب على قدمها يقبلها فصاحت: لماذا يا يسري؟ لماذا؟

अज्ञात पृष्ठ