طلب لي الدكتور مشروبا باردا وبدأ يسألني عن إسمي وبلادي ومهنتي كما طلب مني أن أحدثه عن شهرة عبد القادر الجيلاني في تونس .
ورويت له الكثير في هذا المجال حتى قلت والناس عندنا يعتقدون بأن الشيخ عبدالقادر كان يحمل رسول الله على رقبته ليلة المعراج عندما تأخر جبريل خوفا من الاحتراق وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قدمي على رقبتك وقدمك على رقاب كل الاولياء إلى يوم القيامة .
وضحك الدكتور كثيرا عند سماعه كلامي وما دريت أكان ضحكه على هذه الروايات أم كان على الاستاذ التونسي الذي بين يديه ! بعد مناقشة قصيرة حول الاولياء والصالحين قال أنه بحث طوال سبع سنوات سافر خلالها إلى لاهور في الباكستان وإلى تركيا وإلى مصر وبريطانيا وكل الاماكن التي بها مخطوطات تنسب إلى عبد القادر الجيلاني واطلع عليها وصورها ، وليس فيها اي إثبات بأن عبد القادر الجيلاني هو من سلالة الرسول ، وغاية ما هنالك بيت من الشعر ينسب إلى أحد أحفاده يقول فيه : « وجدي رسول الله » وقد يحمل ذلك كما قال بعض العلماء ، على تأويل حديث النبي صلى الله عليه وآله : « أنا جد كل تقي » وزادني بأن
( 40 )
التاريخ الصحيح يثبت أن عبد القادر أصله فارسي وليس عربيا أصلا وقد ولد في بلدة بإيران تسمى جيلان وإليها ينسب عبد القادر ، وقد نزح إلى بغداد حيث تعلم هناك وجلس يدرس في وقت كان في الانحلال الخلقي فيه فاشيا . وكان الرجل زاهدا فأحبه الناس وبعد وفاته أسسوا الطريقة القادرية نسبة إليه ، كما يفعل دائما أتباع كل متصوف وأضاف قائلا : حقا أن حالة العرب مؤسفة من هذه الناحية .
पृष्ठ 33