إن طلب في وقت قد أيس عن إدراك الفائدة الكثيرة فالأولى له الاشتغال بمعرفة ما يجب عليه من العبادات بشروطها وفروضها، وما يحرم عليه من الأفعال الظاهرة والباطنة كالعجب والكبر والرياء ونحو ذلك، فإن المهلكات كثيرة، وما يجب عليه من مسائل أصول الدين وغير ذلك.
وإن وقع الطلب في وقت الصغر أو في أيام الشباب فالأولى له البداية بعلم النحو بعد معرفة ما يجب عليه من أصول الدين فهو فأس العلوم وقد رأينا من يكد في طلب العلم بغير نحو فلا يحصل من سعيه على طائل، ويبدأ منه بمختصر (كالبحرق) ثم يترقى إلى (الفاكهي)، و(القواعد) ونحو ذلك، ثم بعد ذلك لا بأس عليه أن يخلط مع علم النحو علم التصريف، فإنه كالجزء من علم النحو وقد رأينا (الكافية) و(الشافية) لابن الحاجب مع أحد الشروح (كحاشية السيد المفتي) على (الكافية)، و(شرح المناهل) على (الشافية) للشيخ لطف الله الغياث، أنفع ما يكون في ذينك الفنين ولا يستغنى في قراءتهما بأول شرف بل يكرر درسهما حتى يصيرا له ملكة فإذا أتقنهما انتقل إلى (علم المعاني والبيان)، و(أصول الفقه)، ويكفي في كل فن مختصر نحو (التلخيص) وشرحه في المعاني والبيان، ونحو (الكافل) وأحد شروحه، كشرح سيدي أحمد لقمان.
पृष्ठ 48