132

يا بن مسعود عليهم الخشوع والتقوى، والسكينة والوقار والثقة واليقين والاعتبار والبر والورع والاحسان والحب في الله والبغض في الله وأداء الأمانة والعدل في الحكم وإقامة الشهادة، ومعاونة الصديق، والعفو عن المسيء، ويغفر عمن ظلمه، يا بن مسعود إذا ابتلوا صبروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قالوا صدقوا، وإذا عاهدوا أوفوا، وإذا غضبوا غفروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما، وإذا مروا باللغو مروا كراما، ويبيتون لربهم سجدا وقياما، ويقولوا للناس حسنا، يا بن مسعود والذي بعثني بالحق إن هؤلاء [هم]الصابرون

يا بن مسعود من شرح الله صدره[للإسلام] فهو على نور من ربه النور إذا وقع في القلب انشرح وانفسح، وعلامته التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت

يا بن مسعود من زهد في الدنيا قصر فيها أمله، وتركها لأهلها. قال الله تعالى: ?ليبلوكم أيكم أحسن عملا?[الملك:2] أي أزهد في الدنيا واتركها فإنها دار غرور ودار من لا دار له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له،

يا بن مسعود أحقر الناس من طلب الدنيا قال الله عز وجل: ?اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر?إلى قوله: ?عذاب شديد?[الحديد:20] قال الله تعالى: ?وآتيناه الحكم صبيا?[مريم: 12] يعني الزهد في الدنيا قال الله تعالى: ?إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى?[الأعلى:18-19] قال تعالى لموسى عليه السلام لم يتزين المتزينون بزينة أحسن ولا أحب إلي بمثل الزهد، وقال: يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته.

पृष्ठ 167