157

These Are Our Morals When We Truly Believe

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

प्रकाशक

دار طيبة للنشر والتوزيع

संस्करण

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

प्रकाशक स्थान

الرياض - المملكة العربية السعودية

शैलियों

بهذا المعنى: صراحة برفق حيث ينبغي الرفق.
وما رُوي عن رسول الله ﷺ أنه دارى، إلا الفاسق ذا الفحش الذي يُخشى شرُّه، أو حديث العهد بالإسلام ضعيف الإيمان، وفيما عدا ذلك كان يصرح بلسانه، ويُعرَف الاستنكار في وجهه، وتلكم هي صراحة المؤمن مع من يرى أنهم إخوة له في الإيمان، مهما تكن منزلته.
لما ظهر للصحابة أن رسول الله ﷺ نسي فصلى ركعتين بدل أربع، قال ذو اليدين - بكل أدب -: يا نبي الله أنسيت أم قُصرت؟ فقال ﷺ: «لم أنسَ ولم تُقصر»، عندئذٍ أجاب الصحابة - بكل صراحة - «بل نسيت يا رسول الله» (١) ولم يُعنِّفهم، ولم يغضب لصراحتهم، ولم يداور عليهم، وتعلموا سجود السهو، كما تعلموا احتمال الصراحة.
ومن صراحة الصحابة ﵃: ما ورد في حديث الصلاة على عبد الله بن أُبي كبير المنافقين، وكان من أبرزها موقف عمر ﵁، حين استنكر على رسول الله ﷺ أن يصلي على رأس المنافقين، يقول: (تحوَّلت، حتى قمت في صدره، فقلت: يا رسول الله! أعلى عدو الله؟! ورسول الله ﷺ يتبسم، حتى إذا أكثرت عليه، قال: «أخِّر عني يا عمر»)، وذلك قبل نهيه ﷺ عن الصلاة على المنافقين، ولرجائه بأن يغفر الله لهم إن استغفر لهم فوق السبعين - ويقول عمر في آخر الحديث: (فعجبت بعدُ من جرأتي على رسول الله) (٢).

(١) صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب ٤٥ - الحديث ٦٠٥١ (الفتخ ١٠/ ٤٦٨).
(٢) مسند أحمد ١/ ١٦ - واللفظ له - وهو عند البخاري برقم ٤٦٧١ (الفتح ٨/ ٣٣٣).

1 / 184