لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ لمن كان يريد الحج والعمرة» (١). ٢ - الوقوف بعرفة، إلى غروب الشمس لمن وقف نهارًا؛ لأن النبي ﷺ وقف إلى الغروب، والفعل إذا خرج منه مخرج الامتثال والتفسير كان حكمه حكم الأمر (٢). ٣ - المبيت بمزدلفة؛ لأن النبي ﷺ بات بها؛ وقال: «لتأخذ أمتي نسكها، فإني لا أدري لعلّي لا ألقاهم بعد عامي هذا» (٣)؛ ولأنه أذن للضعفة بعد منتصف الليل، فدلّ ذلك على أن المبيت بمزدلفة لازم؛ وقد أمر الله بذكره عند المشعر الحرام (٤). ٤ - المبيت بمنى ليالي أيام التشريق؛ لأن النبي ﷺ بات بها؛ ولأنه أذن للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته (٥)، ورخّص لرعاة الإبل في البيتوتة عن منى (٦)، فدلّت هذه الرخصة والإذن على أن المبيت بمنى هذه الليالي واجب على غير السقاة والرعاة (٧).

(١) البخاري، برقم ١٥٢٦، ومسلم، برقم ١١٨١. (٢) انظر: حديث جابر في صفة حج النبي ﷺ في صحيح مسلم، برقم ١٢١٨، وسورة البقرة، الآية: ١٩٨. (٣) ابن ماجه بلفظه، ٣٠٢٣، ومسلم، برقم ١٢٩٧، بلفظ: «لتأخذوا». (٤) انظر: البخاري، برقم ١٦٧٦، ورقم ١٦٧٧، ومسلم، برقم ٢٩٣، ورقم ١٢٩٥. (٥) انظر: البخاري، برقم ١٧٤٣ - ١٧٤٥، ومسلم، برقم ١٣١٥. (٦) لما رواه النسائي، برقم ٣٠٧١، والترمذي، برقم ٩٥٤، ٩٥٥، وابن ماجه، برقم: ٣٠٣٧، وأبو داود، برقم ١٩٧٥، وأحمد، ٥/ ٤٥٠، برقم ٢٤١٨٢، وصححه الألباني في إرواء الغليل، ٤/ ٢٨٠، برقم ١٠٨٠. (٧) انظر: واجبات الحج مع الأدلة والتعليل في شرح العمدة لابن تيمية، ٢/ ٦٠٢ - ٦٤٨.