أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري (^١) قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأ حتى أتى هذه الآية: ﴿قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ (^٢). فقالوا له: قف، أرأيت ما حميت من الحمى؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري؟ فقال: امضه. نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى فإن عمر حماه قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى، لما زاد من إبل الصدقة، امضه، قال: فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضه، نزلت في كذا، فما يزيدون فأخذوا مثياقه وكتبوا عليه شرطًا، وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، ثم رجعوا راضين، فبينا هم بالطريق، إذا راكب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم، قالوا: ما لك؟ قال: أنا رسول
(^١) أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري الساعدي، اختلف في صحبته، فذكره في الصحابة كل من ابن منده وأبو نعيم، وابن الأثير، والذهبي؛ وذكره ابن سعد، وابن حبان -في التابعين. أما الحافظ ابن حجر فقد ذكره في القسم الثالث من الإصابة، وقال: "ذكره ابن منده في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته لكنه ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق ﵁ فيكون من أهل هذا القسم".
(أبو نعيم، معرفة الصحابة خ ٢/ ٢/ ٢٦٧، ب، ابن الأثير، أسد الغابة (١٥/ ١٤، الذهبي، التجريد ٢/ ١٧٣، ابن سعد، الطبقات ٥/ ٨٨، ابن حبان، الثقات ٥/ ٥٨٨ ابن حجر، الإصابة ٤/ ٩٩، مسلم، الكنى ١٢١ خ، الدولابي، الكنى ١٥).
(^٢) سورة يونس، الآية (٥٩).