The Sunna in Confrontation with Falsehoods

Muhammad Tahir Hakim d. Unknown
94

The Sunna in Confrontation with Falsehoods

السنة في مواجهة الأباطيل

प्रकाशक

دعوة الحق سلسلة شهرية تصدر مع مطلع كل شهر عربي

प्रकाशक स्थान

السَنَة الثانية

शैलियों

النبي ﷺ منع من كتابتها وأمر أنْ يُمْحَى ما كتب منها فكيف تكون حُجَّةً؟ (١). الرد: وأجيب على هذا: بأنَّ عدم أمر النبي ﷺ بكتابتها ونهيه عن ذلك كما ورد لا يدل على حُجِيَّتِهَا لأنَّ المصلحة حينئذٍ كانت تقتضي تضافر كُتَّابَ الصحابة - نظرًا لِقِلَّتِهِمْ - على كتابة القرآن وتدوينه، ولئلاَّ يختلط شيء من السُنَّة بالقرآن. والنهي الوارد إنما كان عن كتابة الحديث وتدوينه رسميًا كالقرآن، وأما أنْ يكتب الكاتب لنفسه فقد ثبت وقوعه في عهد الرسول ﷺ بل تواتر كما سنذكره إنْ شاء الله. وليست الحُجِيَّةُ مقصورة على الكتابة حتى يقال: لو كانت حُجِيَّةُ السُنَّةِ مقصورة على النبي - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - لأمر بكتابتها فإنَّ الحُجِيَّة تثبت بأشياء كثيرة منها التواتر ومنها ما نقل العدول الثقات ومنها الكتابة، والقرآن نفسه لم يكن جمعه في عهد أبي بكر بناء على الرقاع المكتوبة فحسب بل لم يكتفوا بالكتابة حتى تواتر حفظ الصحابة لكل آية منه. وليس النقل عن طريق الحفظ بأقل صحة وضبطًا من الكتابة خصوصًا من قوم كالعرب عرفوا بقوة الحافظة وأتوا من ذلك بالعجائب، فقد كان الرجل منهم يحفظ القصيدة كلها من مرة واحدة كما ثبت عن ابن عباس أنه حفظ قصيدة لعمر بن أبي ربيعة في جلسة واحدة (٢). الشُبْهَةُ الرَابِعَةُ: قالوا: يجب أنْ يكون الدين قَطْعِيًّا وفي الأخذ بالسُنَّةِ لا يبقى كذلك.

(١) و(٢) " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ": ص ١٥٨.

1 / 96