مساويه فقوانين التنزيه المطلق توجب أن يكون الشاهد أكمل وأتم فيما يشهد فيه عن المشهود عليه.
ثم يجيء الحكم بالخيرية معللا ومسببا ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ١.
نقل ابن كثير عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ قال: هم الذين هاجروا مع رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة، والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله ﷺ، ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ الآية٢.
والثناء على مجموعهم في كتاب الله كثيرا ناهيك عن اختصاص العديد منهم بفضائل، اقتضت أن ينزل الله فيهم قرآنا يتلى إلى يوم الدين.
إنهم خير القرون السابقون الأولون الراضون والمرضيون المقبولون الذين حذرنا من الخوض فيهم، أو النيل منهم، وأعلمنا أننا لو أنفقنا مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
إنهم نجوم الهدى ومصابيح الدجى وأيادي الندى وليوث الفدا، حرصوا على الفضل حرص الضنين وبذلوا في بلوغه كل نفيس وثمين كان