The Sealed Nectar with Additions
الرحيق المختوم مع زيادات
प्रकाशक
دار العصماء
संस्करण संख्या
الأول
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٧
प्रकाशक स्थान
دمشق
शैलियों
احتدام القتال حول رسول الله- ﷺ-:
وبينما كانت تلك الطوائف تتلقى أواصر التطويق، تطحن بين شقي رحى المشركين، كان العراك محتدما حول رسول الله ﷺ، وقد ذكرنا أن المشركين لما بدأوا عمل التطويق لم يكن مع رسول الله ﷺ إلا تسعة نفر، فلما نادى المسلمين: هلم إليّ، أنا رسول الله، سمع صوته المشركون وعرفوه، فكروا إليه وهاجموه، ومالوا إليه بثقلهم قبل أن يرجع إليه أحد من جيش المسلمين، فجرى بين المشركين وبين هؤلاء النفر التسعة من الصحابة عراك عنيف، ظهرت فيه نوادر الحب والتفاني والبسالة والبطولة.
روى مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: من يردهم عنا وله الجنة؟ أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضا فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله ﷺ لصاحبيه- أي القرشيين- ما أنصفنا أصحابنا «١» .
وكان آخر هؤلاء السبعة هو عمارة بن يزيد بن السكن، قاتل حتى أثبتته الجراحة فسقط «٢» .
أحرج ساعة في حياة الرسول- ﷺ-:
وبعد سقوط بن السكن بقي الرسول ﷺ في القرشيين فقط، ففي الصحيحين عن أبي عثمان قال: لم يبق مع النبي ﷺ في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن غير طلحة بن عبيد الله وسعد (بن أبي وقاص) «٣» وكانت أحرج ساعة بالنسبة إلى حياة رسول الله ﷺ، وفرصة ذهبية بالنسبة إلى المشركين، ولم يتوان المشركون في انتهاز تلك الفرصة، فقد ركزوا حملتهم على النبي ﷺ وطمعوا في القضاء عليه، رماه عتبة بن أبي وقاص بالحجارة فوقع لشقه، وأصيبت رباعيته اليمنى السفلى، وكلمت شفته السفلى، وتقدم إليه عبد الله بن شهاب الزهري، فشجه في
(١) صحيح مسلم، باب غزوة أحد ٢/ ١٠٧. (٢) وبعد لحظة فاءت إلى رسول الله ﷺ فئة من المسلمين فأجهضوا الكفار عن عمارة، وأدنوه من رسول الله ﷺ، فوسده قدمه، فمات وخده على قدم رسول الله ﷺ. (ابن هشام ٢/ ٨١) . (٣) صحيح البخاري ١/ ٥٢٧، ٢/ ٥٨١.
1 / 202