يا دارَ عَبْلةَ بالجِواء تكلّمي ... وعِمي صَباحًا دارَ عبلةَ واسْلَمي (١٤)
وكقول الآخر:
وامتلأ الحَوضُ وقالَ: قَطني ... قَطني رويدًا قد ملأتُ بطني
فمحصَّل ما ذكرنا:
أن لفظَ "الكلام" و"القول" وما تصرّف منهما، من فعلٍ، ومصدرٍ، واسم فاعل، وغير ذلك، كلّ ذلك راجع إلى اللفظ والمعنى جميعًا.
فإذا قالَ قائلٌ في كلامٍ ما: إنَّ المرادَ بالكلام ههُنا اللفظ وحدَه، أو المعنى وحدَه، طالبناه بالقرينة المقيّدة التي صَرَفَتِ الكلامَ عن حقيقته المعلومة، وإلاَّ كانَ كاذبًا.
ولنا بسط آخر لهذه المسألة في الباب الثالث عند إبطال قول بعضِ أهل البدع -الكلاّبية والأشعرية وأشباههم- إنَّ الكلامَ حقيقةٌ في المعنى، وهو ما سمّوه بـ "الكلام النفسي" وإنَّما هذا تقريرٌ موجزٌ لإزالةِ ما قد يَرِدُ من لَبْسٍ في هذا الموضوع.
*****