The Quranic Discourse to the People of the Book and Their Attitude Towards It: Past and Present
الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا
शैलियों
وكل هذه الطبقات لها توجهات وثقافات متباينة في هذا العصر على النحو التالي:
أ- المتحرَّرون: وأغلبهم من يهود الغرب، ومهمتهم تنفيذ ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون، بهدف السيطرة على العالم اقتصاديًا وسياسيًا، بحيث يتحكمون بالأمة، ويضعون الدساتير ويرسمون السياسات، ويُنصَّبون مَلِكًا من أنفسهم، يأمر فيُطاع، ويكون بمثابة الإله على الأرض، فيُصبح اليهود أسيادًا، وبقية خلق الله بلا استثناء يكونون عبيدًا لهم (١).
ب- العلمانيون:
وأغلبهم من يهود الشرق الأوروبي، ومهمتهم هي تنفيذ أهداف الحركة الصهيونية السياسية، التي تلفّعت بالدين اليهودي، من أجل تحقيق أهدافها السياسية، بإيجاد غيتو (٢) قومي لليهود في فلسطين، لرفع الاضطهاد والذل الذي لازمهم طيلة حياتهم، ولإيجاد موطئ قدم لهم، فنوائب الدهر الغربية غير مضمونه، فربما ينقلبون عليهم يومًا ما ويطردونهم، وهم الذين يشكّلون الأحزاب العلمانية في الدولة اليهودية.
ج- المتدينون:
وأغلبهم من يهود الشرق بما فيهم يهود البلاد العربية، وظهرت منهم حركات دينية متطرفة كثيرة، ومهمتهم هي تنفيذ الوصايا التوراتية، التي خطِّها أحبارهم القدماء على شكل نبوءات، وتتلخص في استلاب الأراضي، وتهجير السكان الوثنيين، والاستيطان، وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، تمهيدًا كما يزعمون للملك اليهودي الداودي القادم، الذي سيأتي من ربوات القدس، ليحكم العالم إلى الأبد، فينتشر الحق والعدل والسلام اليهودي في الأرض، وهم الذين يشكّلون الأحزاب الدينية المتطرّفة.
_________
(١) انظر: كتاب نهاية إسرائيل، (ص: ١٣٦) مرجع سابق.
(٢) تشير إلى الأحياء التي أنكفأ إليها اليهود في المدن الغربية، لتجنُّب الاضطهاد، وكذلك لتجنُّب الحياة المشتركة مع "الكفار" من غير اليهود. انظر: الشرق والغرب المحددات والمؤثرات، (ص: ٦٥) المؤلف: علي بن إبراهيم الحمد النملة.
1 / 73