186

The Qur'an and Refutation of the Monk's Criticism

القرآن ونقض مطاعن الرهبان

शैलियों

قالَ تعالى: (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (٤٠) . وقد يُسْنَدُ إِلى الملائكة؟ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) . وقد يُسْنَدُ إِلى مَلَكِ الموت؟ قالى تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) . وقد يُسْنَدُ إِلى الموتِ نفسِه؟ قالى تعالى: (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (١٥) . والتَّوَفّي المسنَدُ إِلى اللهِ في القرآنِ ليس كُلُّه بمعنى الموت، بل إِنه يَرِدُ فيه بمعنَيَيْن: الأوَّل: الموتُ. فاللهُ يتوفّى الناسَ. أَيْ: يُميمُهم ويَقبضُ أَرواحهم. قال تعالى: (فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ)، وقالى تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) . الثاني: النّومُ. فاللهُ يتوفّى النّاسَ. أَي: يجعلُهم يَنامون. قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى) . ومعنى الآية: اللهُ يجعلُكم تَنامون في الليل، ويَقبضُ أَرواحَكم أَثناءَ نومِكم، ثم يُعيدُ أَرواحَكم إِلى أَجسادِكم عند استيقاظِكم، ويبعثكم في النهار. وقال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) . اعتبرت الآيةُ النومَ مَوْتًا، وقَسَّمَت الناسَ بِالنوم إِلى قسمَيْن: هناك أُناسٌ يَنامونَ، ويَموتون أَثناءَ النّوم، لأَن اللهَ أَنهى آجالَهم أَثناءَ النوم، وقبضَ أَرواحَهم، ولم يُرْجِعْها إِلى أَبدانهِم: (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) . وهناك أُناسٌ يَنامونَ، ويتوفّى اللهُ أَرواحَهم أَثناءَ النوم، ثم يُعيدُها إِلى

1 / 192