The Prophet's Stances in Calling to Allah
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
प्रकाशक
مطبعة سفير
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
تعالى - برسول اللَّه ﷺ وهم على ذلك، فلما انصرف قومه عنه إلى الإسلام امتلأ قلبه حقدًا وعداوة وبغضًا، ورأى أن رسول اللَّه ﷺ قد استلبه ملكه، فلما رأى قومه أبوا إلا الإسلام، دخل فيه كارهًا مصرًا على النفاق والحقد والعداوة (١)، ولم يأل جهدًا في الصد عن الإسلام، وتفريق جماعة المسلمين، والذب عن اليهود ومساعدتهم.
وقد ظهرت مواقفه الخبيثة في معاداته لدعوة الإسلام، ولكن عن طريق التستر والنفاق، وقد كان النبي ﷺ يقابل عداوته بالعفو والصفح والحلم؛ لأنه يُظهر الإسلام؛ ولأن له أعوانًا من المنافقين، هو رئيسهم وهم تبع له، فكان ﷺ يحسن إليه بالمقال والفعل، ويقابل إساءته بالعفو والإحسان في عدة مواقف، منها على سبيل المثال ما يأتي:
(أ) شفاعته لليهود (بنو قينقاع) عندما نقضوا العهد:
نقض بنو قينقاع العهد بعد بدر بكشف عورة امرأة من المسلمين في السوق، وبقتل رجل نصرها من المسلمين (٢)، فسار إليهم رسول اللَّه ﷺ يوم السبت للنصف من شوال، على رأس عشرين شهرًا من الهجرة، وحاصرهم خمسة عشر يومًا، وتحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار، وقذف اللَّه في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول اللَّه ﷺ فأمر بهم فَكُتِّفُوا، وكانوا سبعمائة مقاتل، فقام إلى
_________
(١) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٢١٦، والبداية والنهاية، ٤/ ١٥٧.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٤٢٧، والبداية والنهاية، ٤/ ٤، والرحيق المختوم، ص٢٢٨، وهذا الحبيب، ص٢٤٦.
1 / 87