161

The Prophetic Guidance in Raising Children in Light of the Quran and Sunnah

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

प्रकाशक

مطبعة سفير

प्रकाशक स्थान

الرياض

शैलियों

المبحث الثامن عشر: التلطف بالأطفال وإدخال السرور عليهم
وَصَلَ النبيُّ ﷺ إلى الدرجة العليا في الكمال البشري في جميع المجالات، ومن هذه الأخلاق العظيمة أخلاقه مع الأطفال التي ضرب فيها المثل الأعلى، ولا يصل إلى درجته أحد من خلق الله تعالى، لا علماء النفس، ولا غيرهم؛ ولكن مع ذلك المسلم يُلْزِمُ نفسه على حسب قدرته بالاقتداء بالنبي ﷺ، ومن هذا تلطفه ومداعبته الكريمة للأطفال، ومن ذلك على سبيل المثال والإيجاز ما يأتي:
المثال الأول: مداعبته ﷺ محمود بن الرُّبيع:
قال محمود ﵁: «عَقلتُ من النبي ﷺ مَجَّةً مجَّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلوٍ» (١)، وقوله ﵁: عقلت: أي حفظت، ومجةً: المجُّ هو إرسال الماء من الفَمِ، ولا يُسمَّى مجًّا إلا إذا كان عن بُعدٍ، وفعل ذلك ﷺ إمَّا مداعبةً أو ليُبارك عليه كما كان ذلك شأنه مع أولاد الصحابة (٢)، قال شيخنا ابن باز ﵀: وهذا من باب المداعبة وحسن الخلق (٣).
المثال الثاني: ملاطفته ومداعبته ﷺ لجملة من الأطفال:
عن جابر بن سَمُرة ﵁، قال: «صليتُ مع رسول الله ﷺ صلاة

(١) البخاري، كتاب العلم، باب متى يصح سماع الصغير، برقم ٧٧، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، برقم ٢٦٥ – (٣٣).
(٢) فتح الباري لابن حجر، ١/ ١٧٢.
(٣) سمعته منه أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ٧٧.

1 / 164