225

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٤هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٣م

शैलियों

المبحث السابع: زواج محمد ﷺ خديجة ﵂ سمعت خديجة ﵂ ما وقع لمحمد ﷺ في رحلة التجارة، وشاهدته بنفسها، فعادت بذاكرتها إلى ما قاله اليهودي لنساء مكة يوم أن اجتمعن به في المسجد الحرام، قال لهن: يا معشر نساء قريش، إنه يوشك فيكن نبي، فأيكن استطاعت أن تكون فراشا له فلتفعل، فحصبه النساء، وقبحنه، وأغلظن له، ما عدا خديجة، فإنها فكرت فيما سمعت، ووقر في نفسها صدقه، فلما تاجر محمد في مالها، ورأت منه الآيات والبركات تذكرت ما قاله اليهودي وقالت: ما ذلك إلا هذا١. وخديجة امرآة قرشية، اشتهرت بين قومها بالمال والجمال والحسب والنسب ومكارم الأخلاق ... وهي من المكيات القليلات اللائي عملن بالتجارة، حتى صارت من أثرياء مكة الكبار، تزوجت قبل رسول الله ﷺ من رجلين مخزوميين هما: الأول: هو عتيق بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وولدت له عبد مناف وهندا. الثاني: هو أبو هالة، وهو زرارة بن النباش من بني عدي، وولدت له هالة وهندا والطاهر٢. وبعد ترمل خديجة بوفاة زوجها الثاني، رفضت الزواج، فلها أولادها، وقد جاوزت الأربعين، وأنَّى لها برجل يكافئها عقلا وخُلُقا وأصالة!! وقد رغبها صناديد مكة فأبت.. لكنها بعدما رأت محمدا ﷺ، وتذكرت ما سمعته

١ سبل الهدى والرشاد ج٢ ص٢٢٢. ٢ الروض الأنف ج١ ص٢١٥، ٢١٦.

1 / 237