The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

Ahmed Ahmed Galloush d. Unknown
125

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٤هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٣م

शैलियों

وهكذا استمرت البشرية على دين الإسلام عشرة قرون، وبعد هذه المدة بدأ الشرك في الظهور، واختلف الناس، فبعث الله رسله مبشرين ومنذرين، بلاغا وإرشادا؛ ولذلك بعث شيث ﵇، وإدريس ﵇؛ نصرا لأهل الحق، ومحافظة على دين الله القويم. يُروى عن قتادة ﵁ أنه قال: "ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الهدى، وعلى شريعة الحق، ثم اختلفوا بعد ذلك، فبعث الله نوحا ﵇"١. وعن ابن عباس: "أنه كان بين آدم ونوح ﵉ عشرة قرون كلهم على الإسلام"٢. وهذه الآراء بيان لاستمرار الإسلام في الناس منذ آدم إلى نوح ﵇، فلما اختلفوا وانقسموا جاء رسل الله، وعلى رأسهم نوح ﵇. والتعبير بالاختلاف في الآية بيان لتمسك فريق من الناس بالإسلام الذي كانوا جميعا عليه، حين ارتد فريق منهم، وعبدوا الأصنام، وأشركوا في الألوهية، وبذلك وجد الاختلاف والتفرق بدليل أن الله توعد هؤلاء المشركين الذين أشركوا وضيعوا وحدة الأمة وتجمعها على الدين الحق، يقول تعالى: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ ٣. ومع الاختلاف على الدين الحق قبيل نوح ﵇ نرى أن والد نوح كان مؤمنا موحدا امتدادا لآبائه من قبله، دليل ذلك أن نوحا ﵇ دعا لأبيه كما

١ الحاوي ج٢ ص٣٧٢. ٢ تفسير الطبري ج٤ ص٢٧٥. ٣ سورة يونس آية ١٩، ودلالة الآية أن الله توعد المختلفين، والله لا يتوعد إلا بسبب كفر أو معصية.

1 / 135