The Path to Islam
الطريق إلى الإسلام
प्रकाशक
دار بن خزيمة
संस्करण संख्या
الثانية
शैलियों
إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور.
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم بعيدًا، كريمًا بَرًّا، رؤوفًا، تقيًا، فاضلًا، حرًا، رجلًا، شديد الجد، مخلصًا، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان - على العموم - تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله".
إلى أن قال: "كان عادلًا، صادق النية، كان ذكي اللب، شهم الفؤاد، لوذعيًا، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم، ممتلئًا نورًا، رجلًا عظيمًا بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك.
ويزعم المتعصبون من النصارى والملحدين أن محمدًا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان.
كلا - وأيم الله - لقد كان في فؤاد ذلك الرجل ابن القفار والفلوات، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيرًا وحكمة، وحِجَى - أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا، وتلك نفس صامتة كبيرة، ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين؛ فبينما ترى آخرين يرضون الاصطلاحات الكاذبة، ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلة إذ ترى محمدًا لم يرض أن يَتَلَفَّع بمألوف الأكاذيب، ويتوشح بمبتدع الأباطيل.
لقد كان منفردًا بنفسه العظيمة، وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سرُّ
1 / 26