16

The Path to Islam

الطريق إلى الإسلام

प्रकाशक

دار بن خزيمة

संस्करण संख्या

الثانية

शैलियों

ولما حدَّثَها غُلامها ميسرةُ بما رأى من النبي ﷺ في رحلته معه إلى الشام، من الأخلاق العالية، والفضائل السامية، وما قاله "بحيرا" الراهب لعمه أبي طالب في رحلته الأولى إلى الشام - تعلقت رغبتها به؛ وبأن تتخذه زوجًا لها، وكانت قد تزوجت من قبل، وتوفي عنها زوجها؛ فتمَّ ذلك الزواج الميمون، وكان عمره آنذاك خمسة وعشرين سنة، وعمرها قريب من أربعين سنة. ولم يتزوج عليها طيلة حياتها، ولا أحب مثلها، وتوفيت بعد البعثة النبوية بعشر سنين، فكان كثيرًا ما يذكرها، ويتصدق عنها، ويهدي لصاحباتها، وهي الزوجة التي رُزِق منها جميع أولاده عدا إبراهيم؛ فإنه من زوجته ماريا القبطية. هذه بعض أخباره وسيرته قبل النبوة، وبدء الوحي على سبيل الإجمال.
ثالثا: بدء الوحي: بَلَغَ النبي ﷺ أشُدَّه وقَرُب من الأربعين، واكتملت قواه العقلية والبدنية، وكان أول ما بدأ به من الوحي الرؤيا الصالحة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مِثْلَ فَلَق الصبح واضحة كما رآها في منامه. ثم بعد ذلك حُبِّبَ إليه الخلاء، فكان يخلو بنفسه في غار حراء في مكة، فيتعبد الله الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بالطعام والشراب، حتى جاءه الحق، وهو على هذا الشأن بنزول القرآن عليه في شهر رمضان، وذلك بأن تَمَثَّل له المَلَكُ جبريل، ولقَّنَه عن ربِّه أول ما نزل من القرآن، فقال: ﴿اقًرأً﴾ فقال: "ما أنا بقارئ"، فقال له: ﴿اقًرأً﴾ فقال: "ما أنا بقارئ"، فقال: ﴿اقًرأً﴾ فقال: "ما أنا بقارئ"، وكان جبريل بعد كل جواب من الأجوبة

1 / 16