عندي دواءه. قال: وما هو؟ قال: العسل. فأكل ثم قال له: هات العسل.
فجدح له فيه سمًا فقتله (^١). فلما بلغ معاوية قتله قام خطيبًا فقال: يا أهل الشام، إن عليًا كانت له يدان، إحداهما عمار بن ياسر، والأخرى الأشتر، فقطعهما الله تعالى.
ومنهم:
علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
كان سبب ذلك أن عبد الرحمن بن ملجم التجوبي وعداده في مراد، والبرك بن عبد الله التميمي (^٢) وهو صاحب معاوية، وعمرو بن بكير التميمي (^٣)، وهو صاحب عمرو بن العاص - اجتمعوا جميعًا بمكة فتذاكروا أهل النهروان فترحموا عليهم وقالوا: والله ما نعبأ بالبقاء في الدنيا شيئًا بعد إخواننا الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، وكانوا مصابيح الهدى. ثم ذكروا الناس فعابوا عليهم أفعالهم، وقالوا: [لو (^٤)] أنّا شرينا أنفسنا للّه، والتمسنا غرة هؤلاء الأئمة الضلال فثأرنا بهم إخواننا، وأرحنا منهم العباد. فقال عبد الرحمن: أنا لكم لعلي، وقال البرك: أنا لكم لمعاوية، وقال عمرو بن بكير: أنا لكم لعمرو بن العاص.
فتعاهدوا على ذلك وتواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سماه حتى يقتله أو يموت دونه. فاتعدوا في شهر رمضان ليلة سبع عشرة (^٥) ثم افترقوا على