The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
77

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

शैलियों

الخلافة» (١). ولكن ورد هذا الحديث عند الأصبهاني بلفظ آخر يصفهم بأنهم ملوك؛ عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يكون من ولد العباس ملوك يَلُونَ أمر أمتي يعز الله بهم الدين» (٢) فيكون الحديث الأول يبين جواز إطلاق اسم الخلافة عليهم، والثاني يشير إلى أن أكثرهم يسير بسيرة الملوك. وفي جواز الانتقال من خلافة النبوة إلى الملك يفصل ابن تيمية فيقول: «إن قول النبي ﷺ: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور. فكل بدعة ضلالة»، بعد قوله: «من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا» فيه أمر بلزوم سنة الخلفاء الراشدين وأمر بالاستمساك بها، وتحذير من المحدثات المخالفة لها، وهذا الأمر منه والنهي دليل بَيّنٌ في الوجوب، وأيضًا ففي استياء النبي ﷺ من الملك بعد خلافة النبوة دليلٌ على أنه متضمنٌ تركَ بعضَ الدينِ الواجبِ لهذا فلا يجوز في الأصل خلط الإمارة والقضاء بالملك بل الواجب خلافة النبوة. ثم النصوص الموجبة لنصب الأئمة والأمراء وما في الأعمال الصالحة التي يتولونها من الثواب حمد لذلك وترغيب فيه، فيجب تخليص محمود ذلك من مذمومه. وقد يحتج من يُجُّوز المُلك بالنصوص التي منها قوله ﷺ لمعاوية: «إن ملكت فأحسن» (٣) ونحو ذلك، وفيه نظر. ويَحتج أيضًا بأنَّ عمر أقرَّ معاويةَ لما قَدِم الشام

(١) ذكره القلقشندي في مآثر الإنافة: ١/ ٢ و: ١/ ١٦٨ - ١٦٩. وذكر المناوي في فيض القدير: ٦/ ٢٧٨ أنَّ للرافعي خبرًا لفظه: «ألا أبشرك يا عم إن من ذريتك الأصفياء ومن عترتك الخلفاء ومنك المهدي إلى آخر الزمان به ينشر الهدى وبه يطفأ نيران الضلال إن الله فتح بنا هذا الأمر وبذريتك يختم». وانظر: التدوين في أخبار قزوين: ٢/ ٥ قال: خرج رسول الله ﷺ إلى المسجد فوجد العباس بن عبد المطلب ﵁ ساجدًا فوقف حتى رفع رأسه فلما انفتل عن صلاته قال رسول الله ﷺ: «ألا أبشرك يا عم» قال: بلى بأبي أنت وأمي. فقال: «إن من ذريتك الأصفياء ومن عترتك الخلفاء ومنك المهدي في آخر الزمان به ينشر الله الهدى وبه يطفئ نيران الضلالات إن الله تعالى فتح بنا هذا الأمر وبذريتك يختم». وفي حلية الأولياء للأصبهاني: ١/ ٣١٥ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال خرج رسول الله ﷺ فتلقاه العباس فقال: «ألا أبشرك يا أبا الفضل؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: إن الله ﷿ افتتح بي هذا الأمر وبذريتك يختمه» تفرد به لاهز بن جعفر وهو حديث عزيز. (٢) حلية الأولياء للأصبهاني: ١/ ٣١٦. (٣) سبق تخريجه في: ص (٧٣) حاشية (٤) من هذه الأطروحة.

1 / 76