The Major Issues

Malek Bennabi d. 1393 AH
106

The Major Issues

القضايا الكبرى

प्रकाशक

دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق

संस्करण संख्या

١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١

प्रकाशक स्थान

سورية

शैलियों

ولقد تَمَّ بعثُ المجتمع الجزائري من جديد كمجتمع، بفضل الثورة التي أدَّتْ بالأفراد- وأعني أغلبيَّةَ الشعب- إلى إقامة صلاتهم الاجتماعية لخدمة القضيَّة الوطنية، إما في نطاق المقاومة المدنية التي بلغت حدَّ الرَّوْعَة، وإما ضمن النشاط المسلَّح الذي بلغ ذَرْوَةَ البطولة (١). ولكن ابتداءً من وقف إطلاق النار، اتَّضَحَ أن الفردية قد ولدت من جديد، ضمن تلك الحالات العديدة التي جدَّد فيها الفردُ شَجْبَ روابطه الاجتماعية لكي يَنْقَضَّ على إحدى الوظائف التي تُدِرُّ دَخْلًا دونما كبير عمل، أو لكي يَجْتازَ إحدى الملكيَّات الشاغرة؛ ولقد فَصَمَ التسابق على المغنم الشخصيِّ على نحو من الأنحاء عُرَى الروابط التي أنشأها (مَوْثِقُ) الثورة الوطنيَّة (٢). ومن أجل الحقيقة التاريخيَّة يجب أن نضيف إلى ذلك أن أعضاء (الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية) هم الذين أعطوا المثال بأن كانوا القدوة الْمُحْتَذاةَ لهذا السِّباق المُنْهِكِ المِتْلاف! ..

(١) نفس الاعتبارات قادت شبنجلر ليعرف مفهوم (الشعب) هكذا: «الشعوب ليست وحدات لغوية سياسية أو حيوانية ولكنها واحدات نفسية. بالنسبة لي؛ الشعب إنه وحدة الروح. إن سائر الأحداث الكبرى في التاريخ لم تكن تمامًا عمل الشعوب، ولكنها أنشأت تلك الشعوب. إن العمل يؤثر في روح فاعله. لا الوحدة في اللغة ولا التحدر من أصل واحد أمور فاعلة في هذا الإطار. فالذي يميز الشعب من الجمهور هو دائمًا الحدث الداخلي لـ (نحن) فكلما كان هذا الشعور عميقًا كان هناك حتمًا القوة الحيوية للمجتمع» [آفاق التاريخ العالمي؛ الجز الثاني للعمل الذي ترجمه الجزائري مهند تزيروت نحو عام ١٩٣٠م تحت عنوان (أفول الغرب)]. وقبله فيخته La Philosophie Toutoiius) Fiehte) كتب بان ليس العرق ولا الجغرافيا ولا اللغة هي التي أنشأت ني البداية العلامة الفارقة لأمة إنها (الفكرة الغيبية) (رسالة) قد حددت الانتماء لأمة. وهكذا يرجع فيخته (الجنسية) الألمانية إلى سائر الذين ينضوون في خدمة فكرة (رسالة) حتى ولو كانت هذه الأخيرة ليست ألمانية تماما. [ط. ف]. (٢) «أحيانًا يحلمون بأن يصبحوا أبطالًا إنهم الآن عابثون» هكذا تكلم زرادشت، بهذه الطريقة أنَّب نيتشه الأبطال التعبين، والذين ينتهون إلى الوقوع في مزايا الحياة السهلة دون قضية، ولا الرغبة في الذهاب أبعد ما يمكن. [ط. ف].

1 / 114