127

The Linguistic Interpretation of the Holy Quran

التفسير اللغوي للقرآن الكريم

प्रकाशक

دار ابن الجوزي

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٢هـ

शैलियों

فَأُقْسِمُ لَوْ شَيءٌ أَتَانَا رَسُولُهُ ... سِوَاكَ، وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا
أنَّ معناه: لو أتانا رسولُ غيرك لدفعناه، فَعُلِمَ المعنى ولم يُظْهِرْ. وجَرَى قوله: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ﴾ [الزمر: ٢٢] على مثلِ هذا» (١).
٢ - وقال أبو عبيدة (ت:٢١٠) - في قوله تعالى: ﴿فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ﴾ [البقرة: ١٩٦]ـ: «العربُ تؤكِّدُ الشيءَ وقد فُرِغَ منه، فتقيدُهُ بلفظِ غيرِه تفهيمًا وتوكيدًا» (٢).
٣ - وفي قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: ٢]، قال الأخفشُ (ت:٢١٥): «وقال في أوَّل هذه السورةِ: كتابٌ أُنزلَ إليك لتنذرَ به فلا يكنْ في صدرِكَ حَرَجٌ منه، هكذا تأويلُها على التَّقديمِ والتَّأخيرِ.
وفي كتابِ اللهِ مثلُ ذلكَ كثيرٌ، وقال: ﴿اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ [النمل: ٢٨] والمعنى - واللهُ أعلمُ ـ: فانظرْ ماذا يرجعون، ثمَّ تولَّ عنهم ... ومثلُ هذا في كلامِ العربِ وفي الشِّعرِ كثيرٌ في التَّقديمِ والتَّأخيرِ. يَكتبُ الرَّجلُ: أما بعدُ - حفظكَ اللهُ وعافاك - فإني كتبتُ إليك. فقوله: «فإني»: محمولٌ على «أما بعد»، إنما هو: أمَّا بعدُ، فإنِّي، وبينهما - كما ترى - كلامٌ.
قال الشَّاعرُ (٣):
خيرٌ من القومِ العصاةِ أميرَهم ... يا قومِ فاستحيوا، النساءُ الجُلَّسُ
والمعنى: خيرٌ من القومِ العُصَاةِ أميرَهم النساءُ الجُلَّسُ، فاستحيوا يا قوم ...» (٤).

(١) معاني القرآن، للفراء (٢:٤١٧). وينظر (١:١٤، ٣١)، (٢:٤١٦).
(٢) مجاز القرآن، لأبي عبيدة (١:٧٠).
(٣) لم أجده في ما بين يدي من المراجع، وكذا قالت محققة كتاب الأخفش.
(٤) معاني القرآن، للأخفش (١:٣٢٨ - ٣٢٩).

1 / 134