157

The Life of the Prophet by Abul Hasan Ali Hasani Nadwi

السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

प्रकाशक

دار ابن كثير

संस्करण

الثانية عشرة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٥ هـ

प्रकाशक स्थान

دمشق

शैलियों

روى هذه القصة من الصحابة، إنّما سمعها من غيره ولم يسمعه من النبيّ ﷺ، وقد قال الترمذيّ بعد ما روى هذا الحديث: «حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه» ومن رواته عبد الرحمن بن غزوان، وقد تكلّم فيه أكثر أهل الصناعة، فقال العلامة الذهبيّ: كان يروي الأحاديث المنكرة، وأشدّها نكارة الرواية التي جاء فيها قصّة «بحيرى» .
وممّا يقدح في هذا الحديث أنّه قد جاء فيه أنّ أبا طالب أرسل رسول الله ﷺ مع بلال، قال العلامة ابن القيّم في «زاد المعاد» (١/ ١٨): «ووقع في كتاب الترمذيّ وغيره أنّه بعث معه بلالا، وأنّه من الغلط الواضح، فإنّ بلالا إذ ذاك لعلّه لم يكن موجودا، وإن كان فلم يكن مع عمّه ولا مع أبي بكر» (انتهى كلام العلامة النعماني) «١» .
ونختم هذا النقد بما قاله الذهبيّ في قصّة «بحيرى»:
«وهو حديث منكر جدّا، وأين كان أبو بكر، كان ابن عشر سنين، فإنه أصغر من رسول الله ﷺ بسنتين ونصف، وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث ولم يكن ولد بعد، وأيضا فإذا كان عليه

- وصورته أن يقول التابعيّ- سواء كان صغيرا أو كبيرا-: قال رسول الله ﷺ كذا، أو فعل كذا، أو فعل بحضرته كذا، وهذه صورة المرسل عند المحدّثين، وقد اختلف العلماء في الاحتجاج به اختلافا كثيرا، من أراد التوسّع فيه فليرجع إلى كتاب «منهج النقد في علوم الحديث» لأستاذنا الدكتور نور الدين عتر، ص: ٣٧١- ٣٧٢، طبع دار الفكر بدمشق] .
(١) قال ابن سيد الناس المؤلّف المشهور في السيرة، بعد ما عدّل رواة هذا الحديث «ومع ذلك ففي متنه نكارة وهي إرسال أبي بكر مع النبي ﷺ بلالا، كيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين، فإن النبي ﷺ أسنّ من أبي بكر ما يزيد من عامين، وكانت للنبي ﷺ تسعة أعوام على ما قاله أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وغيره وأيضا فإن بلالا لم ينتقل لأبي بكر إلا بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاما إلخ (عيون الأثر: ج ١، ص ٤٣)» .

1 / 165