155

The Life of the Prophet by Abul Hasan Ali Hasani Nadwi

السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

प्रकाशक

دار ابن كثير

संस्करण

الثانية عشرة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٥ هـ

प्रकाशक स्थान

دمشق

शैलियों

واختلف في عمره حينذاك، وقد روى الواقديّ أنّه كان في الخامسة والعشرين (٢٥) من عمره «١» وقد روي أقلّ من ذلك «٢» .
ولمّا بلغ ﷺ ستّ سنين، خرجت به أمّه إلى مدينة يثرب، تزيره خؤولة جدّه فيها، وتزور قبر بعلها الحبيب عبد الله بن عبد المطّلب «٣»، وفي عودتها إلى مكّة أدركها الموت بمكان بين مكة والمدينة، اسمه «الأبواء»، واجتمعت له وحشة فراق الأمّ الحنون ووحشة الغربة، وذلك الشأن معه من يوم ولد، وفيها من أسرار التربية الإلهية ما لا يعلمها إلا الله.
وعادت به أمّ أيمن بركة الحبشية إلى مكة، وسلمته إلى جدّه عبد المطلب، فكان مع جدّه، وكان به حفيا، يجلسه على فراشه في ظلّ الكعبة ويلاطفه.
فلمّا بلغ رسول الله ﷺ ثماني سنين، مات عبد المطلب «٤»، فذاق مرارة اليتم مرة ثانية كانت أشدّ من الأولى، فإنّه ﷺ لم ير أباه، ولم ينعم بعطفه وحنوّه، فكان الشّعور بفقده شعورا عقليّا تقليديا، وكان الشعور بفقد عبد المطّلب شعورا حسيا تجريبيا، والفرق بينهما واضح.
كان رسول الله ﷺ بعد عبد المطّلب مع عمّه أبي طالب، وهو أخو عبد الله من أب وأمّ، وكان عبد المطّلب يوصيه به فكان إليه ومعه، وكان أرفق

(١) طبقات ابن سعد؛ «والوفاء» لابن الجوزي.
(٢) وقد رجح ابن سعد في الطبقات بعد ذكر روايات مختلفة وفاة عبد الله قبل ولادة الرسول ﷺ. وفي بعض كتب السيرة أن وفاته كانت بعد ولادة الرسول ﷺ على اختلاف في المدة. (البلاذري. وأنساب الأشراف للطبري) .
(٣) وكان النبي ﷺ يذكر أمورا في زيارته تلك، نظر إلى دار بني النجار بعد الهجرة، فقال: هنا نزلت بي أمي؛ وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار (شرح المواهب اللدنية ج ١، ص ١٦٧- ١٦٨) .
(٤) سيرة ابن هشام: ق ١؛ ص ١٦٨- ١٦٩.

1 / 163